في ظل التصعيد الأمني المستمر، تبرز معاناة سكان القرى غير المعترف بها في النقب كواحدة من أبرز صور التهميش والإهمال. فقد كشف الزميل الصحفي ياسر العقبي في حديث خاص لراديو الناس، صباح اليوم الجمعة، عن واقع صادم يعيشه عشرات الآلاف من المواطنين في تلك القرى، قائلاً إنهم "لا يملكون أي ملاجئ أو أماكن محمية، ولا خيار أمامهم سوى الدعاء أو الاحتماء داخل مغر حُفرت في الجبال أو خنادق بدائية تحت الأرض".
ياسر العقبي: سكان القرى غير المعترف بها يختبئون في المغر
اليوم السادس مع محمد أبو العز محاميد
06:09
إصابات وأضرار في بئر السبع بعد سقوط صواريخ
وفي حديثه عن تطورات الأوضاع في بئر السبع، أوضح العقبي أن "اليوم هو الثاني على التوالي الذي يستيقظ فيه السكان على صوت صافرات الإنذار، وقد سُجلت نحو 30 إصابة بين طفيفة وحالات هلع نتيجة الركض نحو الغرف الآمنة". وأضاف أن سبعة مصابين نُقلوا إلى مستشفى سوروكا، الذي تعرّض أمس لإصابة مباشرة.
كما أشار إلى أضرار مادية جسيمة وقعت في منطقة شمال المدينة، بالقرب من المستشفى، مضيفًا أن رئيس بلدية بئر السبع، دانيلوڤيتش، أعلن عن البحث في إمكانية نقل العائلات المتضررة إلى أماكن أكثر أمانًا.
لا ملاجئ في القرى غير المعترف بها: "الحل الوحيد هو المغر"
وعن القرى غير المعترف بها، قال العقبي: "الحقيقة هي أن الإجراءات الوحيدة التي يستطيع الأهالي اتخاذها هي الدعاء، لا توجد ملاجئ ولا غرف آمنة. والأسوأ أن بعض المباني التي كانت تؤوي العائلات تم هدمها في إطار سياسة يقودها الوزير إيتمار بن غفير، الذي تفاخر بذلك مرارًا منذ انضمامه للحكومة".
وأوضح أن بعض القرى مثل أبو تلول والترايين، إلى جانب المجلس الإقليمي القيصوم، ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب ومؤسسات مجتمع مدني محلية، بادرت إلى تشكيل لجان طوارئ. وأضاف: "بعض العائلات تتوجه إلى جسور الطرقات العامة أو المغر في الجبال، كملاذات بديلة، لكنها لا توفر حماية حقيقية في حال سقوط صاروخ مباشر".
"مناطق مفتوحة" بلا حماية ولا اعتراض للصواريخ
وأكد العقبي أن "القرى غير المعترف بها تُعتبر مناطق مفتوحة، ولا تغطيها منظومة القبة الحديدية، ما يجعلها مكشوفة تمامًا لأي هجوم صاروخي". وأضاف بأسف: "الإعلام الإسرائيلي يتجاهل هذه القضية بشكل شبه تام، باستثناء قناة 'كان 11' التي عرضت تقريرًا مفصلًا مؤخرًا حول الواقع الصعب في هذه القرى".
وختم العقبي حديثه بالقول: "نأمل أن يكون هناك تغيير حقيقي في هذه السياسة العنصرية الممنهجة، لكن للأسف، في كل جولة تصعيد نسمع نفس الكلام، دون أن يحدث أي تغيير على الأرض".
هذا الواقع المرير الذي كشفه العقبي، يعيد طرح أسئلة قاسية حول المساواة والأمان في الدولة، خاصة في ظل عام 2025، الذي يُفترض أنه عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والدفاعات المتقدمة، بينما هناك مواطنون ما زالوا يختبئون في مغر الجبال خشية الموت.