في مشهد إنساني نادر ومؤثر، نجح الطبيب جمعة كعبية، الملقب بـ"الطبيب المنقذ"، في توليد سيدة داخل مركبة متوقفة على جانب الطريق، بعد أن صادفها بالصدفة خلال عودته من عمله في الجنوب متجهًا نحو الشمال. الحدث وقع يوم الخميس، في ساعة الذروة، وعلى شارع يشهد ازدحامًا شديدًا، حيث لم يكن في الحسبان أن يتحول الطريق إلى غرفة ولادة.
د. جمعة كعبية ينجح في توليد سيدة داخل مركبة دون معدات طبية
المنتصف مع فرات نصار
05:44
وفي حديث خاص لـ"راديو الناس" ضمن برنامج "المنتصف"، روى الدكتور كعبية تفاصيل الحادثة قائلاً:"كنت في طريقي عائدًا من العمل، وفجأة رأيت مركبة متوقفة وأشخاصًا يستنجدون. اقتربت منهم فتبين أن شابة داخل السيارة في حالة ولادة. عرفتهم بنفسي وقلت لهم إني طبيب وسأبذل كل جهدي لمساعدتها، رغم أنني لم أكن أملك أي معدات طبية".
وأضاف الطبيب أن السيدة كانت في أواخر الشهر السابع من حملها وتعاني من آلام شديدة، لكنه استطاع بمساعدتها وتعاونها أن يُجري عملية الولادة بنجاح، دون أي أدوات أو تجهيزات طبية.
"كانت متفهمة جدًا رغم الألم، وساعدتني بوعيها وقوتها. لحظة خروج الطفلة كانت حرجة، وكنت قلقًا لأن بشرتها كانت مزرقة، ولا يتوفر أكسجين. وضعتها على صدر والدتها حتى استعادت لونها الطبيعي وتنفّسها المنتظم".
وأكد د. كعبية أن لحظة ولادة الطفلة كانت مشحونة بالتوتر، خصوصًا وسط ازدحام مروري حال دون وصول الإسعاف في الوقت المناسب، إلى جانب سلوك بعض المارة الذين فضلوا التصوير على تقديم المساعدة، مما زاد من الضغط النفسي على الأم والموجودين.
وقال الطبيب بأسف:"الكثير من الناس مروا بجانبنا ولم يتوقفوا، والبعض اكتفى بالتصوير. تمنيت لو سألوا إن كنا بحاجة إلى شيء".
بعد دقائق طويلة، وصلت طواقم الإسعاف التي تولّت نقل الأم والطفلة إلى المستشفى، حيث تبيّن أن الطفلة نُقلت إلى قسم الخدّج وهي بحالة مستقرة. أما المفاجأة المؤثرة، فكانت عندما علم الطبيب لاحقًا أن الأم أطلقت على الطفلة اسم "حياة"، تقديرًا للحظة الاستثنائية التي أنجبت فيها ابنتها على يد طبيب غريب تحوّل إلى منقذ.
وختم د. كعبية حديثه بالقول:"هذه التجربة كانت مؤثرة للغاية، لحظة لا تُنسى في حياتي المهنية والإنسانية. أشكر الأم على شجاعتها وثقتها، وأتمنى لطفلتها حياة مليئة بالأمل".