ذكرت تقديرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن عملية إجلاء السكان من مدينة غزة لم تتقدّم بالوتيرة المتوقعة، إذ لم يغادر سوى نحو 10 آلاف شخص من أصل مليون خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على أطراف المدينة.
استعدادات ومساعدات إنسانية
تواصل إسرائيل استعداداتها العسكرية لما تسميه "عملية السيطرة على غزة"، فيما أعلنت عن السماح بدخول أكثر من 3 آلاف خيمة عائلية وأغطية بلاستيكية إلى جنوب القطاع، ويُنتظر إدخال آلاف الخيام الإضافية التي اشترتها منظمات الإغاثة خلال الأسبوع المقبل. كما دشّنت الإمارات خطًا جديدًا لنقل المياه من محطات التحلية التابعة لها في مصر إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، يمتد على مسافة 7.5 كيلومتر، ويوفر نحو 15 لترًا من المياه يوميًا لكل شخص.
قصف ودمار واسع
خلال الأيام الأخيرة، سُجلت عمليات قصف مدفعي وإلقاء قنابل بواسطة طائرات مسيّرة إسرائيلية في محيط تقاطع الجلاء، الذي يفصل مدينة غزة عن شمال القطاع، بالتزامن مع نزوح بعض السكان من جباليا. وصرّح متحدث باسم بلدية غزة لقناة "العربي" القطرية أن "أجزاء واسعة من مدينة غزة والقطاع باتت عمليًا تحت الاحتلال، مع دمار شبه كامل لأحياء الشجاعية، وأجزاء كبيرة من حي الزيتون، الصبرة، تل السلطان والدرج، إضافة إلى تدمير مساحات واسعة في جباليا، بيت حانون وبيت لاهيا". وأضاف: "الأهالي يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ تضطر مئات آلاف العائلات للعيش في أماكن ضيقة، فنُصبت الخيام في الشوارع والساحات والحدائق وعلى شاطئ البحر، وحتى في منازل محروقة أو مبانٍ آيلة للسقوط". وأكد أن البلدية لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات، فيما تصل كميات المياه بكميات ضئيلة جدًا.
تحذيرات أمنية من حماس
على صعيد موازٍ، اتهمت أجهزة أمن حركة حماس الاستخبارات الإسرائيلية بمحاولة تضليل مقربين من عناصرها عبر اتصالات هاتفية تنقل لهم معلومات كاذبة، بهدف دفعهم للتحقق من مصير المطلوبين وكشف أماكن تواجدهم. ونقلت المصادر عن ضابط في أمن حماس قوله إن إسرائيل أبلغت عائلة أحد عناصر الحركة بمقتله، ما دفعهم للبحث عنه والتواصل مع معارفه، الأمر الذي ساعد في تحديد مكانه لاحقًا وتصفيته.
وحذرت حماس عناصرها من "الاستجابة لمكالمات مشبوهة أو الانجرار خلف الشائعات المتعلقة بمصير ناشطيها"، مشددة على ضرورة الامتناع تمامًا عن استخدام الهواتف أو الإنترنت في أي ظروف، والالتزام الصارم بإجراءات الأمن الشخصي.
