نشرت وكالة بلومبيرغ تقريرًا موسّعًا يحذّر من الآثار العميقة والممتدة للحرب على غزة على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن قطاع التكنولوجيا، وهو من الأعمدة الأساسية للاقتصاد، بات يواجه تحديات وجودية بفعل موجات التجنيد واستمرار القتال.
التجنيد يستنزف الموارد البشرية في شركات التكنولوجيا
وفقًا للتقرير، اضطرت شركات التكنولوجيا للتأقلم مع غياب عدد كبير من الموظفين بسبب استدعائهم للخدمة العسكرية. وأوضح نمرود فاكس، الشريك المؤسس لشركة BigID، أن 20% من موظفيه كانوا في صفوف الجيش، مما أثّر مباشرة على الأبحاث والمشاريع طويلة المدى. وتشير التقديرات إلى أن نحو 130 ألفًا من جنود الاحتياط تم تجنيدهم في الحرب الأخيرة، ما يعادل 3% من مجمل القوة العاملة في إسرائيل.
تداعيات اقتصادية متسارعة وانكماش في النمو
تشير بيانات بلومبيرغ إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي انكمش بنسبة 7% مقارنة بما كان سيكون عليه دون الحرب، وهي نسبة مماثلة لما واجهته الولايات المتحدة خلال الأزمة المالية العالمية. وقد ارتفع العجز في الميزانية وارتفع حجم الاقتراض، بينما تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي لأبطأ وتيرة منذ أكثر من عقدين، باستثناء فترة جائحة كورونا.
الشركات الصغيرة والمتوسطة مهددة بالإغلاق
يشير التقرير إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة – التي تشغّل نحو 60% من القوى العاملة – تضررت بشكل خاص. فبخلاف الشركات الكبرى، فإن غياب عدد قليل من الموظفين يشكّل خطرًا وجوديًا على استمرارية هذه المؤسسات. وذكر رن طومر، رئيس اتحاد المصنّعين في إسرائيل، أن بعض المشاريع أُغلقت تمامًا بسبب غياب أصحابها أو عجزهم عن تغطية التكاليف الإضافية الناتجة عن التجنيد.
مخاوف من عزلة دولية وضغوط على صادرات الدفاع
رصد التقرير مخاوف متزايدة بين المصدّرين الإسرائيليين، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية، من أن تصبح إسرائيل منبوذة دوليًا مع استمرار تداول صور دمار غزة عالميًا. وأفادت بلومبيرغ أن بعض العملاء الأوروبيين طالبوا بإبقاء مفاوضات الشراء الدفاعي "سرّية"، في حين منعت دول مشاركة إسرائيل في معارض إقليمية مثل "دبي للطيران".
ما بعد الحرب: أزمة مرتقبة في سوق العمل
رغم أن الحرب لا تزال مستمرة، إلا أن الخبراء يتخوّفون من أزمة جديدة فور انتهائها، حين يعود عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إلى سوق العمل. وأوضح الخبير الاقتصادي تشن هرتسوغ من شركة BDO أن قدرة الاقتصاد على استيعابهم مجددًا مرهونة بشكل كبير بكيفية انتهاء الحرب وسياسات الحكومة.