دخلت كرة القدم الإسرائيلية مرحلة جديدة في مواجهة العنصرية، بعد أن صادقت إدارة اتحاد كرة القدم بالإجماع على حزمة عقوبات هي الأشد منذ تأسيسه، وذلك تنفيذًا لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي فتح خلال الفترة الماضية تحقيقًا رسميًا ضد الاتحاد المحلي على خلفية شكاوى متكررة حول حوادث عنصرية في الملاعب.
القرارات الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ في 1 فبراير/شباط 2026، وتتضمن تعديلات جوهرية في لوائح الانضباط تهدف إلى اجتثاث الظاهرة من جذورها، وإلزام الأندية واللاعبين والجماهير بمعايير سلوك صارمة.
أبرز التغييرات في سياسة مكافحة العنصرية
◆ أولًا: توسيع تعريف "جريمة العنصرية أو التمييز"
على مستوى الأفراد:
إيقاف اللاعب لـ 10 مباريات على الأقل أو فرض عقوبة بديلة.
على مستوى الأندية والجماهير:
المرحلة الأولى: غرامات مالية متصاعدة وفق سلم من أربع درجات، ومنع بيع تذاكر لجمهور الضيوف.
المرحلة الثانية: غرامات إضافية وإلزام النادي بتنفيذ خطة شاملة لمكافحة العنصرية.
بعد 3 مخالفات: حظر كامل لجماهير الضيوف، خصم نقاط، عقوبة الإبعاد عن المنافسات، وقد تصل إلى الهبوط للدرجة الأدنى.
◆ ثانيًا: لجنة مختصة لاعتماد خطط مكافحة العنصرية
سيسمح للأندية بتقديم برامج تربوية وتوعوية تشمل حملات مجتمعية وتعليمية، والتعاون مع مؤسسات مدنية.
اللجنة التي ستبحث هذه الخطط تضم:
قاضيًا تأديبيًا
مدير قسم المسؤولية الاجتماعية
مدير القسم القانوني
تنفيذ الخطة بشكل فعلي قد يشكّل عاملًا مخففًا للعقوبات.
◆ ثالثًا: صلاحيات موسعة للفيفا
تحتفظ الفيفا بالحق في:
التدخل المباشر في الإجراءات التأديبية
إدارة العملية كاملة إذا قصّر الاتحاد المحلي
الاستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي (CAS)
◆ رابعًا: تعزيز حقوق الضحايا
أي لاعب أو مشجع يتعرض للعنصرية سيكون بإمكانه:
تقديم شكوى رسمية
المشاركة كطرف في الإجراءات
الاستئناف على القرار عند الحاجة
رئيس الاتحاد: "العنصرية آفة مقززة"
قال شينو زوآرتس، رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، في تعليق على القرارات:"العنصرية والتمييز مرفوضان ومقززان بطبيعتهما، وسنواصل محاربتهما بكل الوسائل. تعليمات الفيفا ضرورية وملزمة، واعتمادها بالإجماع اليوم هو رسالة واضحة بأن هذه الآفة لن يكون لها مكان في كرة القدم لدينا."
وأضاف:"من لا يدرك خطورة الوضع سيكتشف أن لذلك ثمنًا باهظًا — ماليًا، وبحرمان جماهيره من المباريات الخارجية، وصولًا إلى خصم نقاط، وهي عقوبات مؤثرة للغاية."
كما دعا زوآرتس الأندية إلى إعداد خطط عملية في أسرع وقت، مؤكدًا أن "اللعب النظيف يبدأ من الجمهور".
خلفية: تحقيق الفيفا يهز الاتحاد ويطلق صافرة التغيير
مصدر مسؤول في الاتحاد أكد أن الفيفا فتحت خلال العام الماضي إجراءً رسميًا بعد تلقي شكاوى حول وقائع عنصرية متكررة، وقال:"استعنا باستشارات قانونية، ولسنا بصدد التزام الصمت بعد اليوم."
هذا الضغط الدولي مثّل جرس إنذار للاتحاد، الذي قرر اتخاذ خطوات تشريعية وعملية غير مسبوقة لمواجهة الظاهرة، والحفاظ على صورة كرة القدم محليًا ودوليًا.
هذه القرارات ترسم معالم عهد جديد في الملاعب: لا مكان للعنصرية، ولا حصانة لأي فرد أو نادٍ أو جمهور. اللعبة ملك للجميع — والعنصرية أصبحت بطاقة حمراء لا تُغتفر.