دعا رؤساء السلطات المحلية العربية إلى إعادة تشكيل القائمة المشتركة، على أن تضم الأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع العربي، وذلك عقب اجتماع عقد في مدينة شفاعمرو بمشاركة اللجنة السباعية المنبثقة عن اللجنة القطرية، والتي تمثل 67 رئيس سلطة محلية عربية.
ناهض خازم: نتحرك كسلطات محلية لدعم إعادة تشكيل القائمة المشتركة وتذليل العقبات
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:28
وقال رئيس بلدية شفاعمرو وعضو اللجنة السباعية، ناهض خازم، في حديث مع "راديو الناس"، إن الاجتماع جاء استجابة "لمطلب شعبي واسع، يطالب بإعادة توحيد الأحزاب العربية تحت قائمة واحدة قادرة على تمثيل الشارع العربي وتحقيق مطالبه".
وأضاف: "نحن لا نتحدث فقط عن موقف سياسي، بل عن مطلب الناس ومطلب الساعة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها مجتمعنا من تضييقات وتقليصات، وبعد تراجع التمثيل العربي في الكنيست من 15 إلى 10 مقاعد".
وأوضح خازم أن الاجتماع خلص إلى إصدار بيان رسمي خلال الساعات القادمة، كما تقرر الشروع بلقاءات منفردة مع الأحزاب الأربعة الممثلة للمجتمع العربي، بهدف تذليل العقبات أمام تشكيل القائمة المشتركة.
دعوة للجنة الوفاق والأحزاب السياسية
وفي سياق متصل، دعا خازم لجنة الوفاق الوطني إلى الانضمام إلى الجهود الجارية "من منطلق المسؤولية الوطنية"، والعمل جنباً إلى جنب مع اللجنة السباعية. وقال: "وجّهنا دعوة رسمية للجنة الوفاق، لأن الهدف أكبر من كل الأحزاب والهيئات، وهو الحفاظ على مستقبل مجتمعنا في هذه المرحلة الحرجة".
وأكد خازم أنه سيتم عقد لقاء رسمي بين اللجنة القطرية ولجنة الوفاق، بدعوة من رئيس اللجنة القطرية، مازن غنايم، مشدداً على أن "النوايا حسنة والهدف مشترك، ولا يوجد ما يمنع من التوافق".
استعداد للانفتاح على مختلف الطروحات
ورداً على سؤال حول الطابع الذي قد تتخذه القائمة المشتركة، سواء كانت قائمة تكتيكية أم قائمة ذات برنامج سياسي موحد، قال خازم: "لن نستبق الأحداث. نحن منفتحون لسماع رؤى جميع الأحزاب، وسنناقش معهم البرامج والطروحات. ما يهمنا هو التمثيل الواسع لمجتمعنا في الكنيست".
كما أشار إلى أن وفد اللجنة السباعية سيستمع إلى مواقف حزب التجمع الوطني الديمقراطي وغيرها من الأحزاب، مضيفاً: "نحترم التجمع كما نحترم جميع الأحزاب، ونعتقد أن رؤيتهم ليست بعيدة عن بقية القوى، والهدف واحد: إقامة قائمة موحدة تمثل مجتمعنا".
دعوة للوحدة والتجاوز عن الخلافات
وشدد خازم على أن المرحلة الحالية تتطلب مسؤولية جماعية وتجاوزاً للخلافات، قائلاً: "يجب على الجميع أن يتعالوا على بعض التفاصيل، وأن يضعوا مصالح المجتمع فوق أي اعتبارات أخرى. هذا ليس وقت المناكفات، بل وقت الوحدة والعمل المشترك".
يُذكر أن اللجنة السباعية تضم رؤساء سلطات محلية من مختلف المناطق، وقد تم تكليفها رسميًا من قبل اللجنة القطرية باتخاذ القرارات المتعلقة بإعادة تشكيل القائمة المشتركة، في ظل تزايد الضغوط الشعبية لتوحيد التمثيل السياسي للعرب في إسرائيل قبل الانتخابات المقبلة.
كبها: نرحب بأي جهد لتوحيد الصفوف
كبها: نرحب بأي جهد لتوحيد الصفوف ونؤكد أن الظروف تفرض تشكيل قائمة مشتركة تواكب المرحلة
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:00
وبدوره، قال البروفيسور مصطفى كبها، الناطق الرسمي باسم لجنة الوفاق الوطني، إن اللجنة ترحب بجميع المبادرات التي تهدف إلى توحيد القوى السياسية العربية، مشيرًا إلى أن الجهود في هذا المجال بدأت منذ وقت طويل، وهي مستمرة، وينبغي البناء عليها وليس القفز فوقها.
وفي مقابلة مع راديو الناس، عقب كبها على ما ورد على لسان ناهض خازم بشأن بيان مرتقب للجنة السباعية يدعو "لجنة الوفاق" للانضمام إلى الجهود لتشكيل قائمة مشتركة، بالقول: "نحن نرحب بكل من يريد الانضمام إلى الجهود القائمة منذ فترة طويلة. مواقفنا كانت واضحة وصريحة منذ البداية، وقد أعلناها للأخوة في اللجنة القطرية سابقًا."
"نحن أمام مفترق طرق حساس"
وشدد على أن المرحلة الحالية تتطلب تصرفًا مسؤولًا من جميع الأطراف، مضيفًا: "نحن في مفترق طرق حساس، ولا نريد أن نُدخل ساحة العمل الوطني في حالة ازدواجية أو تنازع بين أجسام تعمل على نفس الهدف."
وفي رده على سؤال حول استعداد لجنة الوفاق للمشاركة في ترتيبات تشكيل قائمة مشتركة جديدة، أجاب: "الهدف الأساسي هو تشكيل قائمة مشتركة حقيقية، ونحن نرحب بأي طرف يريد الانضمام إلى هذه الجهود، سواء من اللجنة القطرية أو من غيرها."
وعن موقف "التجمع الوطني الديمقراطي"، الذي أصدر بيانًا يشدد فيه على ضرورة وجود برنامج سياسي واضح كشرط للدخول في قائمة موحدة، قال كبها: "هذا أمر تتم مناقشته في اللقاءات المباشرة بين الأحزاب، ونحن نشجع الجميع على اللقاء والتحاور للانتقال من المناورة إلى التفاهم."
وحول التوقيت المتوقع لإنضاج هذه الجهود، أوضح أن الواقع الانتخابي يفرض تسريع الخطوات: "من الأفضل أن يتم كل شيء في وقت مبكر يسمح بصياغة تفاهمات تنضوي تحتها كل الفعاليات، بما يخدم مصالح المجتمع العربي."
وأشار إلى أن لجنة الوفاق استفادت من تجاربها السابقة في تشكيل المشتركة، وستعتمد في هذه المرحلة على منهج مختلف. وأضاف في هذا السياق "أهم درس تعلمناه هو أن نترك للأحزاب هامشًا واسعًا من التفاوض. إذا بقيت هناك نقاط خلاف، فوظيفة اللجنة أن توفق، لا أن تفرض ترتيب المقاعد فقط."
واختتم كبها حديثه بالقول: "منذ السابع من أكتوبر، تغيرت الظروف السياسية والاجتماعية، والمطلوب هو قائمة مشتركة تواكب هذه المتغيرات وتعكس تطور الخطاب السياسي العربي. نحتاج إلى سقف حوار ناضج، وقائمة تبقى لا أن تتفكك."
First published: 17:47, 03.08.25