قال ضابطان كبيران في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب مصدرين إسرائيليين مطّلعين على الملف، لصحيفة نيويورك تايمز اليوم (السبت)، إن الجيش الإسرائيلي لم يجد أدلة على أن حركة حماس قامت بسرقة منهجية للمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. وأكدوا أن نظام توزيع المساعدات الأممي كان فعّالاً في إيصال الغذاء لسكان قطاع غزة.
ويأتي هذا التصريح في أعقاب تقرير داخلي للحكومة الأمريكية نُشر يوم أمس، لم يجد هو الآخر أدلة تُثبت استيلاءً ممنهجًا من قبل حماس على مساعدات إنسانية تم تمويلها أمريكيًا، وذلك خلافًا لما زعمته سابقًا وزارة الخارجية الأمريكية.
ووفقًا لتحليل أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، لم يتم العثور على مؤشرات تُظهر أن منظمات مسلحة كانت طرفًا في أعمال النهب، وفقا للتقرير. وقال مصدر مطلع لشبكة CNN: "لم تكن هناك أدلة على فقدان منهجي للمساعدات نتيجة تدخل من حماس".
إسرائيل تسبب بتلف المساعدات
وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي نفسه كان مسؤولًا بشكل مباشر أو غير مباشر عن فقدان أو تلف نحو 28% من المساعدات، منذ اندلاع الحرب وحتى شهر أيار/مايو الماضي.
ورغم ما ورد في التقرير، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك "عددًا لا يحصى من التوثيقات لعمليات نهب نفذتها حماس". وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني إسرائيلي لقناة "كان" إن "عناصر من حماس ومدنيين ينهبون شاحنات المساعدات بشكل أسبوعي"، مشيرًا إلى أن "في بعض الأحيان يُنهب نصف ما تحمله الشاحنة. اللصوص يترصدون القوافل، يوقفونها، ويهاجمونها".
وفي تقرير بثّته قناة "كان" الإخبارية مساء أمس، كُشف أن الجيش الإسرائيلي قام بتدمير عشرات آلاف القطع من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك كميات كبيرة من الأغذية التي كانت مخصصة لسكان غزة، وذلك بعد أن تُركت لأسابيع طويلة في الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم حتى فسدت.
ونقل التقرير عن مصادر عسكرية أن السبب يعود إلى خلل في آلية توزيع المساعدات. وأكد أحد الضباط: "الآلية ببساطة لا تعمل"، مشيرًا إلى أنها لم تُنظم بشكل كامل. وأضاف: "الشاحنات تتعطل، والآلية لا تعمل، هناك مشاكل في الطرق، والتنسيق أيضًا غير فعّال. لدينا هنا أكبر مخزن حبوب في المنطقة. إذا لم تُجمَع البضائع اليوم – فسنقوم بإخلائها ودفنها".