أعلنت شركة "Open AI"، المطوّرة لنظام الدردشة الذكي "ChatGPT"، عن إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم "وضع الدراسة" "Study Mode" وذلك يوم 29 يوليو 2025، تهدف إلى دعم الطلاب والأكاديميين في تعلّم الدروس وحل الواجبات بشكل مستقل، ودون الحاجة إلى معلم، مع التركيز على الحد من ظاهرة الغش الأكاديمي المتزايدة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن الخاصية الجديدة تم تطويرها لتكون أداة تعليمية تفاعلية، تساعد في فهم المواد الدراسية، التحضير للامتحانات، والتعمق في مواضيع جديدة. وتتيح الخاصية تحليل الصور، ما يمكّن الطلاب من تحميل اختبارات سابقة أو مسائل معقدة للحصول على شرح مبسط لها.
توجيه وتشجيع
ووفق الشركة، فإن "وضع الدراسة" لا يكتفي بإعطاء الإجابات، بل يوجّه المستخدم لفهم الحلول والخطوات، ويشجعه على التفاعل مع المحتوى بدلًا من استهلاك المعرفة بشكل سلبي. ورغم ذلك، فإن الاستخدام غير المسؤول للميزة لا يزال ممكنًا في حال تجاهل الطلاب أسلوبها التعليمي.
وأشارت "أوبن إيه آي" إلى أن ما يزيد عن ثلث طلاب الجامعات في الولايات المتحدة يستخدمون "تشات جي بي تي"، حيث أن نحو ربع تفاعلاتهم مع النظام تدور حول الدراسة، التعليم الخصوصي، أو إنجاز المهام الدراسية.
معالجة الغش
من جهتها، قالت جاينا ديفاني، المسؤولة عن التعليم الدولي في الشركة: "لا نريد أن يُساء استخدام الأداة، بل نطمح إلى توجيه استخدامها نحو دعم التعلم الأكاديمي البنّاء". وأضافت أن معالجة الغش الأكاديمي تحتاج إلى "نقاش شامل على مستوى القطاع بأكمله"، إلى جانب تطوير أساليب تقييم جديدة ووضع إرشادات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي. وأكدت ديفاني أن "وضع الدراسة" صُمم ليكون بمثابة موجه ومساعد ذكي، يشرح المفاهيم ويساعد الطالب على الوصول إلى الإجابة بدلًا من تقديمها بشكل مباشر.
وقد تم تطوير الأداة الجديدة بالتعاون مع مجموعة من المعلمين، الأكاديميين، وخبراء التعليم، إلا أن الشركة حذرت من احتمال حدوث سلوكيات غير متوقعة أو أخطاء في بعض المحادثات، مؤكدة أنها تعمل على تحسين التجربة باستمرار.
ويأتي هذا التطوير في وقت تتزايد فيه المخاوف من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الغش، حيث كشفت دراسة حديثة للغارديان عن رصد قرابة 7000 حالة غش مثبتة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات البريطانية خلال عام 2023-2024، بمعدل 5.1 حالات لكل ألف طالب، مقارنة بـ1.6 في العام السابق.