كشفت الصين عن طائرة استطلاع مسيّرة صغيرة بحجم بعوضة، طُوّرت في جامعة عسكرية بمقاطعة هونان، ويبلغ وزنها أقل من مشبك ورق، حيث صممت لجمع معلومات استخبارية بسرية تامة، ما أثار تحذيرات غربية بشأن الخصوصية، بينما قلل خبراء من قدرتها القتالية الفورية.
ويبلغ طول الطائرة 2 سنتيمتر وعرضها 3 سنتيمتر، وتزن أقل من 0.2 غرام، وعرضها باحث في التلفزيون الحكومي الصيني منتصف الشهر الجاري وهي مستقرة على طرف الإصبع تقريبًا غير مرئية. وقال الباحث ليانغ شيانغ من الجامعة الوطنية لتقنيات الدفاع إن الطائرة مصممة خصيصًا لمهام جمع معلومات استخبارية في ميدان القتال.
وسمحت التطورات في تصنيع البطاريات والحساسات والإلكترونيات بتصغير هذه الأنظمة لدرجة غير مسبوقة، ما يفتح المجال لتطبيقات متعددة، من الإنقاذ في مناطق كوارث إلى الاستخدامات العسكرية.
قدرات محدودة
ومع ذلك، يرى خبراء غربيون أن قدراتها الفورية محدودة، بسبب طاقتها المنخفضة ونطاقها القصير. وصرّح برَيس باروز من مشروع ترومان للأمن القومي في واشنطن لـ"نيوزويك" أن تأثيرها المباشر في ساحة المعركة سيكون "ضئيلًا"، لكنه أشار إلى تجارب أمريكية باستخدام حشرات حقيقية لحمل معدات مراقبة.
تيموثي هيث، باحث في معهد راند، أوضح أن الخطر يكمن في القدرة على إنتاج هذه الطائرات بأعداد كبيرة، ما قد يسمح للصين باستخدامها في مهام استطلاع ومراقبة في بيئات يصعب الوصول إليها بمسيّرات أكبر، مثل داخل المباني.
انتهاك للخصوصية
ولا يقتصر القلق على الاستخدام العسكري، بل يشمل أيضًا انتهاك الخصوصية وإمكانيات الاستخدامات الإجرامية، بسبب القدرة على إدخال كاميرات وأجهزة تنصت صغيرة إلى أماكن خاصة بشكل غير ملحوظ تقريبًا.
ويؤكد الخبراء أن التهديد الأكبر ليس من الجهاز الفردي، بل من إمكانية تشغيل أسراب مسيّرات متناسقة تتواصل وتنفذ مهام جماعية بفضل الذكاء الاصطناعي، ما قد يمنح تفوقًا في حروب غير متكافئة ضد جيوش تقليدية.
يُذكر أن مشاريع مشابهة تُطوّر في الغرب منذ سنوات، مثل "RoboBee" في جامعة هارفارد الذي يحاكي دبورًا صغيرًا يرفرف بجناحيه 120 مرة في الثانية، ويهدف إلى تطوير أسراب للاستخدامات البيئية أو العسكرية. كما يُستخدم في جيوش غربية، بينها الجيش الإسرائيلي، طراز "Black Horne" النرويجي الأصل، الذي يستطيع البقاء في الجو لأكثر من 30 دقيقة وبث صور حرارية لمسافة أكثر من 3 كيلومترات.