أعلنت الناشطة النسوية والسياسية نيفين أبو رحمون، اليوم، ترشحها رسميًا لرئاسة لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، مؤكدة أن هذا القرار ينبع من إيمانها العميق بضرورة إعادة بناء اللجنة وتعزيز دورها الشعبي والجماعي لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع العربي.
وقالت نيفين في حديثها: "قرار الترشح جاء بعد مشاورات مع قوى وطنية، نسوية وسياسية، جميعها تحمل التزامًا ضمنيًا بالعمل على إعادة بناء هيكلية لجنة المتابعة، وفتح المجال للدور التنظيمي والجماهيري الواسع، لأن المشاركة السياسية حق لكل فرد في مجتمعنا."
نيفين أبو رحمون لراديو الناس: ترشحي لرئاسة المتابعة معركة للتعزيز اللجنة وتطوير عملها الشعبي
المنتصف مع شيرين يونس
09:51
وأضافت: "هذا الترشح يأتي من باب إحياء خطاب جديد يعزز فكرة المشاركة الجماعية الواسعة، خصوصًا أن لجنة المتابعة هي الجسم التمثيلي السياسي الأهم لشعبنا، لذا لا بد أن تصبح أكثر انفتاحًا وأوسع مشاركة."
ورداً على سؤال عن تزكية عدد من رؤساء السلطات والأحزاب العربية، قالت: "أنا في انتظار الرد الإيجابي من بعض الجهات التي تواصلت معها، وسأعلن عن التزكيات فور اكتمالها. الترشح يعني بداية الحوار مع مركبات سياسية موجودة، ونحن نعمل مع مجموعة نسوية وناشطين للتواصل معهم."
وحول ما يميز ترشحها عن غيرها من المرشحين، قالت نيفين: "هذا الترشح هو تغيير في التعاطي مع اللجنة، لن نكتفي بالخطاب السياسي فقط، بل نسعى لتعميم حالة وعي حول أهمية هذا الجسم السياسي ومحاولة فرض قواعد جديدة للعبة السياسية، مع تأكيد مبدأ الشراكة والعدالة، خاصة بتمثيل النساء."
وأكدت: "نحن نمر بلحظة حرجة ومصيرية تتطلب إعادة بناء أدواتنا النضالية من جديد، فالسياسة يجب أن تنطلق من وجع الناس ومبادرتهم الشعبية، لا العكس، وهذا هو جوهر الفعل السياسي الذي نسعى لإحيائه."
وتطرقت إلى الوضع التنظيمي الحالي للجنة بالقول: "تركيبة لجنة المتابعة بحاجة إلى نقاش صادق وعميق، فما زال هناك مساحة كبيرة للعمل الحقيقي بعيدًا عن الجدل الإعلامي، ويجب أن نسمع الناس، وأن تستمع القيادات إليهم، لأن هذه هي نقطة الانطلاق نحو التغيير."
وأردفت: "القيادة الحالية جاءت من التنظيمات السياسية، لكن أسلوب العمل يجب أن يكون هرمياً معكوسًا من الأسفل إلى الأعلى، لأن المرحلة التي نمر بها تتطلب قيادة تدرك خطورة الواقع وتعيد ترتيب أدواتنا النضالية والسياسية."
وفيما يخص دعم النساء والمشاركة النسوية في اللجنة، قالت: "تواصلت مع النائبتين عيدة توما وإيمان يسين، وناقشنا أهمية ترشيحي كمبادرة سياسية ومرحلة جديدة لإعادة ترتيب البيت السياسي، لأن الفعل السياسي يحتاج إلى نفس طويل وتضحيات وتجارب."
واختتمت نيفين أبو رحمون حديثها بالتأكيد على أن الترشح لا يعني فقط الدخول في لعبة انتخابية، بل هو رسالة سياسية واجتماعية وبنيوية تهدف إلى ترسيم ملامح جديدة للفعل السياسي والتنظيمي في المجتمع العربي.


