تعيش قرية المشيرفة حالة من الحزن بعد إعلان وفاة الشابة نور قاسم صوالحة متأثرة بجروح أصابتها في جريمة إطلاق نار صباح الجمعة الماضي. وبهذه الجريمة ارتفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى مئة وأربعة وستين بينهم سبع عشرة سيدة.
مراسلنا ضياء حاج يحي: طرقوا بابها وأطلقوا وباصلا من الرصاص تجاهها
هذا المساء مع شيرين يونس
03:06
مراسلنا في المثلث والمركز، ضياء الحاج يحيى، أفاد عبر راديو الناس أنّ عائلة الضحية ما زالت في المستشفى لإتمام الإجراءات الأخيرة قبل مواراتها الثرى في مقبرة القرية. وأضاف أنّ التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ ثلاثة ملثمين على الأقل اقتحموا ساحة منزل العائلة من المدخل الخلفي، وطرقوا الباب الزجاجي قبل أن يطلقوا وابلاً من الرصاص باتجاه المنزل.
وأوضح مراسلنا أنّ نحو 25 رصاصة أُطلقت نحو المنزل، وأصابت إحداها الشابة نور إصابة مباشرة في الجزء العلوي من جسدها، ما تسبب لها بنزيف داخلي حاد لم تنجُ منه رغم محاولات الطواقم الطبية. كما أُصيب زوجها بعدة طلقات، ولا يزال يصارع الموت في المستشفى.
وأشار إلى أنّ هذه الجريمة تأتي في سياق تصاعد خطير لجرائم العنف في المجتمع العربي، حيث باتت ساحات البيوت – التي يفترض أن تكون أكثر الأماكن أمناً – تُستباح من قبل المسلحين، بعد أن طالت الاعتداءات سابقاً الحيز العام، والمؤسسات التعليمية، وحتى أماكن العبادة.
أحمد عبد الرؤوف جبارين: المؤسسات الرسمية غائبة عن دورها
أحمد عبد الرؤوف جبارين: المؤسسات الرسمية غائبة عن دورها
هذا المساء مع شيرين يونس
05:20
أحمد عبد الرؤوف جبارين، عضو لجنة الإصلاح المجتمعية، بدوره قال في حديث خاص لراديو الناس إن القرية بأكملها “تتوشح بالسواد من هول الجريمة”، مضيفًا: “المرحومة كانت ذات أخلاق عالية وسمعة طيبة، والجميع فوجئ بهذه الفاجعة كما لو أنها أصابت كل المجتمع”.
وأشار جبارين إلى أن جرائم القتل في المجتمع العربي تعكس أزمة أعمق، موضحًا: “للأسف الشديد، مجتمعنا مأزوم. نحن نقتل بعضنا بعضًا، ولا يوجد طرف خارجي. إنها أزمة ثقافية، أزمة غياب الوازع الديني والأخلاقي”.
وأضاف أن لجان الإصلاح تبذل جهدها، لكنها تبقى ذات إمكانات محدودة، قائلاً: “نحن نطفئ الحرائق لا أكثر. الحلول الحقيقية يجب أن تأتي من المؤسسات الرسمية، من خلال التربية في المدارس، وجمع السلاح غير المرخّص، وملاحقة المجرمين”.
من جانبه، أوضح مراسل راديو الناس في المثلث والمركز، ضياء الحاج يحيى، أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تشهدها البلدات العربية في الأشهر الأخيرة، وسط حالة من القلق والخوف لدى الأهالي، الذين يشعرون بأن غياب الردع يعمّق أزمة العنف.
وختم جبارين بالقول: “نحن كلجان إصلاح لسنا مستسلمين، لكن ما يحدث أكبر من قدرتنا. الكرة اليوم في ملعب المؤسسات، قبل أن تتحوّل كل قرانا إلى ساحات دم”.