قال طبيب الأسرة والعضو المؤسس في جمعية مكافحة التدخين، الدكتور عبدالله مشعل، إن نسب التدخين المرتفعة في المجتمع العربي هي من أبرز أسباب ازدياد حالات الإصابة بسرطان الرئة خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن "الأعمال الإحصائية الحديثة تظهر ارتفاعًا مستمرًا في معدلات السرطان بين العرب في إسرائيل، ويُعزى ذلك إلى جملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن التدخين يبقى العامل الأهم بينها".
وأوضح مشعل في حديثه لراديو الناس أن نسبة المدخنين بين الرجال العرب تصل إلى نحو 46%، مقابل 25% فقط بين الرجال اليهود، مضيفًا أن "قرابة 90% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين".
نسبة المصابين العرب بسرطان الرئة 150% من اليهود
الدكتور عبدالله مشعل لراديو الناس: نسب التدخين المرتفعة في المجتمع العربي تفسّر ازدياد حالات سرطان الرئة
غرفة الأخبار مع أمير الخطيب
05:43
بمناسبة الشهر العالمي للتوعية بسرطان الرئة الذي يصادف في نوفمبر الحالي، كشفت جمعية مكافحة السرطان في إسرائيل عن معطيات ودراسات جديدة تُظهر أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين الرجال العرب تفوق مثيلاتها بين الرجال اليهود بنسبة 150%، مشددة على أن هذا النوع من السرطان هو السبب الأول للوفاة بالسرطان في البلاد رغم أنه من الممكن الوقاية منه.
وأشارت الجمعية إلى أنه بحلول نهاية عام 2025 من المتوقع تشخيص نحو 2800 حالة جديدة من سرطان الرئة بين الرجال والنساء في إسرائيل، فيما يُتوقّع أن يفقد حوالي 1800 شخص حياتهم نتيجة مضاعفات المرض.
"مصنع كيماوي متنقل"
وأكد الطبيب مشعل أن التدخين "ليس مجرد عادة سيئة، بل هو أشبه بمصنع كيماوي متنقل، إذ تحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من سبعة آلاف مادة كيميائية، من بينها أكثر من سبعين مادة مسرطنة"، مشددًا على أن الخطورة لا تقتصر على نوع محدد من التدخين، سواء أكانت سيجارة عادية أم أرقيلة، لأن "كلها تحمل مواد كيميائية ثبت علميًا أنها مسببة للسرطان".
وأضاف أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى سرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين، مثل التدخين السلبي، أو التعرض للمواد الكيماوية في مواقع العمل، كالبناء والمناجم، أو لغاز الرادون، إلا أن التدخين يبقى "المسبب الأبرز والأكثر قابلية للمنع".
وتابع الدكتور مشعل قائلاً إن الجهود التوعوية خلال العقود الماضية "كانت واسعة النطاق وشملت حتى المدارس الابتدائية، لكن المشكلة أعمق من الجانب الصحي"، مضيفًا أن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ ظاهرة التدخين. وقال: "للأسف أصبحت عادة التدخين مقبولة اجتماعيًا. ورغم وجود قوانين تمنع التدخين في الأماكن المغلقة، فإنها لا تُطبَّق فعليًا في المجتمع العربي. ترى التدخين حاضرًا في المقاهي والأعراس وحتى في محيط المدارس".
وأشار إلى أن هذه الظاهرة "تُشجّع الأجيال الصغيرة على تقليد الكبار"، موضحًا أن "الولد حين يرى والده أو أصدقاءه يدخنون، يعتقد أن التدخين علامة رجولة ونضوج"، مؤكدًا أن تغيير المفاهيم المجتمعية هو المفتاح الحقيقي لمكافحة الظاهرة.
وختم الدكتور عبدالله مشعل بالقول إن "نشر الوعي حول أخطار التدخين في المدارس والمساجد والمجالس العامة ضروري، لكن الأهم هو أن يلتزم الكبار أنفسهم بالسلوك الصحي، لأن القدوة أقوى من أي محاضرة أو حملة توعوية".


