حماس تُبدي قبولًا مبدئيًا بخطة ترامب لإنهاء الحرب.. وترامب يرحّب وإسرائيل ترفع جاهزيتها للتنفيذ
في تطور سياسي مفصلي على مسار الحرب في غزة، أعلنت حركة حماس قبولها المبدئي بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤلفة من عشرين بندًا لإنهاء الحرب، وسط ترحيب واسع من ترامب واستعدادات إسرائيلية ميدانية لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
راديو الناس يرتّب لكم الأوراق حول صورة الوضع وتفاصيل هذا التحوّل اللافت في المشهد السياسي والعسكري.
موقف ترامب وترحيبه بخطوة حماس
في أول تعليق علني بعد بيان حماس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصته Truth Social إنه يعتقد أن الحركة باتت "مستعدة لسلام دائم"، داعيًا إسرائيل إلى وقف فوري للقصف على غزة لضمان إخراج الرهائن بأمان وسرعة، ومؤكدًا أن الوضع الحالي "بالغ الخطورة" ويتطلب خطوات محسوبة.
وأضاف ترامب أن مناقشات تفصيلية تجري حاليًا حول القضايا العالقة في خطته، موضحًا أن الهدف من المبادرة "لا يقتصر على غزة فحسب، بل يهدف إلى تحقيق سلام طال انتظاره في الشرق الأوسط".
مضمون بيان حماس
وجاء في بيان الحركة، الذي اقتبسه ترامب، أن حماس مستعدة للإفراج عن جميع المحتجزين وفقًا للآلية الواردة في خطة النقاط العشرين، إلى جانب الانخراط الفوري في مفاوضات تفصيلية بشأن بنود الاقتراح.
وفي خطوة ذات دلالة سياسية، أعربت حماس عن قبولها المبدئي بفكرة نقل السلطة في قطاع غزة إلى جهة فلسطينية بدعم عربي وإسلامي، مع التأكيد على وجود بنود إضافية في الخطة تحتاج إلى بحث ومناقشة.
موقف البيت الأبيض
في واشنطن، نشرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لوفيت صورة للرئيس ترامب من داخل المكتب البيضاوي أثناء متابعته للتطورات، وأشارت إلى أنه يعمل على صياغة رد رسمي على ما وصفته بموافقة حماس على خطته للسلام.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس اهتمامًا متجددًا من فريق ترامب بإعادة فتح مسار تفاوضي جديد في الملف الفلسطيني–الإسرائيلي، بعد سنوات من الجمود السياسي.
تفاصيل المرحلة الأولى من خطة ترامب
تتضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب عددًا من البنود الجوهرية، أبرزها:
وقف فوري لإطلاق النار بمجرد موافقة الطرفين على الخطة.
الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء والأموات خلال 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبولها الرسمي.
تجميد العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وتثبيت خطوط القتال الحالية خلال عملية التبادل.
انسحاب جزئي تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها.
إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن عملية تبادل متزامنة.
نقل الإدارة المدنية لقطاع غزة إلى حكومة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية بإشراف دولي.
بدء ضخ المساعدات الإنسانية وإعادة الخدمات الأساسية تحت رقابة مجلس دولي للسلام برئاسة ترامب، دون تدخل من الأطراف المتحاربة.
الاستعدادات الإسرائيلية الميدانية
في المقابل، أعلنت إسرائيل أنها تستعد لتنفيذ فوري للمرحلة الأولى من الخطة بالتنسيق الكامل مع إدارة ترامب. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل تعمل على إنهاء الحرب وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل والمتوافقة مع رؤية الرئيس الأميركي، مؤكدًا أن التحضيرات الميدانية تسير بوتيرة متسارعة.
أما الجيش الإسرائيلي فأصدر بيانًا أكد فيه أن رئيس الأركان أجرى تقييمًا خاصًا للوضع بمشاركة كبار قادة الأجهزة العسكرية، وأوعز بـرفع مستوى الجاهزية لتنفيذ الخطة، مع تخصيص القدرات العسكرية للقيادة الجنوبية لضمان أمن القوات واستعدادها لأي طارئ.
كما شدّد رئيس الأركان على ضرورة اليقظة والرد السريع لإزالة أي تهديد محتمل خلال تنفيذ المرحلة الأولى.