خبير: الرؤية الأمريكية الإسرائيلية لمرحلة اليوم التالي لغزة تستهدف تفريغ فكرة الدولة الفلسطينية

د. أحمد رفيق عوض: الرؤية الأمريكية الإسرائيلية لقطاع غزة تستهدف فصله عن الضفة وتفريغ فكرة الدولة الفلسطينية  

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
الفلسطينيون يحيون "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى" في مدن الضفة
الفلسطينيون يحيون "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى" في مدن الضفة
الفلسطينيون يحيون "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى" في مدن الضفة
(فلاش 90)
حذّر رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، الدكتور أحمد رفيق عوض، من أن المقترحات الأمريكية والإسرائيلية بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة تهدف إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يعني ـ بحسب تعبيره ـ "هزيمة كاملة لفكرة الدولة الفلسطينية كما نعرفها".
خبير فلسطيني: الرؤية الأمريكية الإسرائيلية لقطاع غزة تستهدف تفريغ فكرة الدولة الفلسطينية
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمّود
14:26
وفي مقابلة موسعة مع راديو الناس، تطرّق عوض إلى شخصية رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة، الذي طُرح اسمه كمرشح لإدارة غزة بعد الحرب، قائلاً: "سمير حليلة شخصية معروفة على المستوى الفلسطيني والعربي، له حضور سياسي واقتصادي بارز، وشغل مناصب مهمة، منها الأمين العام لمجلس الوزراء، ورئاسة شركات كبرى، كما كان عضواً ورئيساً لعدد من المراكز البحثية. إنه ليس رجلاً مجهولاً أو على الهامش، بل يملك سيرة ذاتية لامعة".
ومع ذلك، أوضح عوض أن الاعتراض ليس على شخص حليلة، بل على طبيعة الدور الذي يُراد له: "المشكلة أن الرجل يقدم نفسه كموظف أو مدير مشروع، لا كمشروع وطني بحد ذاته. نحن لا نتحدث هنا عن إدارة تقنية أو خبرة إدارية فحسب، بل عن رؤية شاملة للحاضر والمستقبل. هذا الطرح يتقاطع مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية للتعامل مع غزة بمعزل عن الضفة الغربية، وهو ما تتوجس منه السلطة الفلسطينية".

"تهديد لوحدة وجغرافيا السياسة الفلسطينية"

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تخشى أن تكون هذه الطروحات "تفويضاً غير مباشر لأطراف خارجية بإدارة القطاع، مما يهدد وحدة الجغرافيا السياسية الفلسطينية"، مضيفاً: "إذا فُصلت غزة عن الضفة الغربية، تنهار فكرة الدولة الفلسطينية كلياً، وإسرائيل تسعى منذ زمن لتفكيك الأرض والناس معاً".
وفيما يتعلق بالرؤية الفلسطينية والعربية لليوم التالي، قال عوض: "هناك جهد سعودي فرنسي يدعو لعودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة الضفة وغزة بدعم وإشراف دوليين، على أن يتم نزع سيطرة حماس عن المشهد السياسي الحالي. السلطة والرئيس محمود عباس وافقا على هذا التصور، لأنه يعيد توحيد الأراضي الفلسطينية تحت إدارة واحدة، ولو كان ذلك مشروطاً".
لكنّه انتقد في الوقت نفسه ما وصفه بـ"الاحتكار الأمريكي للحل"، قائلاً: "الإدارة الأمريكية تحتكر الحل وتفرض رؤيتها، وهي رؤية منحازة بالكامل لإسرائيل. حتى الآن لم تستطع المبادرة المصرية، ولا الجهود العربية، ولا حتى المجموعة الخماسية، كسر هذا الاحتكار".

"مستقبل حماس مرهون بالميدان"

وعن مستقبل حركة حماس، شدّد عوض على أن الأمر "مرهون بالميدان": "الميدان هو الذي يقرر إن كانت حماس ستبقى أم لا. التاريخ القريب يعطينا أمثلة: طالبان بعد عشرين عاماً نالت اعترافاً دولياً، والجولاني بعد عشر سنوات كذلك. إذن لا يمكن التعامل مع الشروط الإسرائيلية وكأنها نهائية".
وفي سياق السيناريوهات المحتملة بعد الحرب، كشف عوض عن وجود "تحركات إسرائيلية للتنسيق مع خمس دول على الأقل لتهجير فلسطينيي غزة إليها، مقابل حوافز أمريكية لهذه الدول"، محذّراً من أن "إسرائيل ذاهبة إلى أبعد مدى في محاولة فرض واقع جديد على الأرض".
وختم عوض حديثه بالتأكيد على ضرورة تفعيل الجهد الدولي والعربي: "الفلسطينيون اليوم في وضع ضعف شديد، سلطة وجمهوراً وفصائل، لكن هناك جهد عربي ودولي نشط للبحث عن رؤية شاملة توقف الحرب وتمنع المجاعة. نعم، قد تتطلب هذه الرؤية تنازلات وتجاوز خطوط حمراء، لكن في وضع كهذا، الأولوية لإنقاذ الناس ووقف الانهيار الكامل".