3 عرض المعرض


عبد الملك الحوثي - قائد حركة أنصار الله اليمنية
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
في وقت تتناقل فيه وسائل إعلام عربية عن "شجاعة" في العراق للعمل على تقليص تواجد ونفوذ الحوثيين على أراضيهم، تركّز وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية على تمدد وصفوه بالخطير نحو أفريقيا.
تقارير محلية وغربية عديدة، ركزت على انتشار كثيف يقوم به الحوثيون الذين يسيطرون على اليمن منذ عام 2014، بعد توالي أحداث ما سُمي بـ"الربيع العربي" في دول عديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث بدأ الحوثيون بالانتشار في دول إفريقية بينها جيبوتي والصومال وإرتريا وإثيوبيا.
القرن الإفريقي هدف استراتيجي للحوثيين
مصدر القلق الإسرائيلي من تمدد الحوثيين يتعاظم، خاصة وأن وصولهم لمثل هذه الدول، يمكن لهم أن يرسّخوا وجودهم والاقتراب أكثر من إسرائيل، كما وأن منطقة القرن الأفريقي والسودان تتمتع بأهمية استراتيجية، فهي المنطقة التي تشكل جزئياً الطرف الآخر لخليج عدن، مقابل اليمن، وجزئياً تمتد على طول شواطئ البحر الأحمر المقابل لليمن. ولإسرائيل وبريطانيا وأمريكا ودول الغرب عموما أن تتخيل معنى سيطرة الحوثيين على خليج عدن من جهة اليمن، وبعدها السيطرة أيضا على الجهة المقابلة له من البحر الأحمر.
ومنذ تفجر أحداث السابع من أكتوبر، أطلق الحوثيون عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، وفرض "حصارا بحريا" على السفن المتجهة نحو إسرائيل، ومنها التجارية، ما أدخل الحوثيين بمواجهة شاملة مع الغرب.
والقلق الآخر لدى إسرائيل، هو أن اقتراب الحوثيين من دول إفريقية قد يمكنهم أيضا مستقبلا في تقديم المساعدات لحركة حماس في قطاع غزة.
الحوثيون يبحثون توسيع دائرة التأثير في جيبوتي بعد الصومال
ومن التفاصيل المثيرة التي نقلتها التقارير الغربية، ففي الصومال، وسع الحوثيون الذين ينتمون للطائفة الشيعية تعاونهم مع حركة الشباب الإسلامية في الصومال، التي بايعت تنظيم القاعدة عند تأسيسها، ومن ثم بايعت داعش، حيث رصد تقرير للأمم المتحدة عن أن التنظيم طلب من الحوثيين إمداده بالأسلحة بموجب العلاقات الثنائية المتطورة بينهما، وتلقى تدريبات منهم بالفعل وحصلوا على أسلحة ومتفجرات ومسيرات قتالية.
وفي المقابل، تعهدت حركة الشباب بتوسيع أنشطة القراصنة التي تسبب الفوضى في بحر خليج عدن قبالة سواحل الصومال، كما وتعهدت بتكثيف الهجوم على السفن التجارية وتعطل حرية الملاحة.
القلق الآخر الذي يأتي من جيبوتي، حيث أفيدت شهادات لمواطنين من جيبوتي أن الحوثيين أنشأوا "خلايا إرهابية" تطل على البحر الأحمر في المنطقة، وقدموا تفاصيل عن كيفية تجنيدهم للأشخاص وكيف تبدو أنشطتهم واسعة النطاق في منطقة القرن الأفريقي - وخاصة في جيبوتي وإثيوبيا، التي لها حدود طويلة مع الصومال وهي معرضة بشكل كبير لتهديدات "الإسلام المتطرف".
وبالنسبة للغرب، فإن جيبوتي تسيطر على الأراضي الواقعة على الجانب الآخر من مضيق باب المندب، قبالة سواحل اليمن، وبالتالي فإن الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين قد يجعل من الأسهل، على سبيل المثال، إغلاق ممرات الشحن في طريقها إلى إسرائيل.
"الحوثيون لديهم استقلالية القرار عن إيران"
أوضح داني سيترينوفيتش، وهو باحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، من الناحية الاستراتيجية، ينصب التركيز على القرن الأفريقي، لكن الحوثيين هددوا سابقًا بمهاجمة إسرائيل في منطقة رأس الرجاء الصالح (في جنوب غرب أفريقيا، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالمحيط الهندي). ووردت تقارير عن رغبتهم في الوجود في شمال أفريقيا أيضًا، بحيث أن لديهم صلة طبيعية بالتاريخ الأفريقي، أكثر بكثير من الإيرانيين، ولذلك فهم رأس الحربة في هذه الخطوة. وقال "يجب أن نشعر بقلق بالغ إزاء نية خلق القدرة على العمل في تلك البلدان".
وأشار الباحث إلى أن الحوثيين هم أكثر الوكلاء الإيرانيين استقلاليةً على الإطلاق، مضيفا "هذا لا يعني عدم وجود تنسيق بينهم وبين الإيرانيين في الشأن الأفريقي، ولا يعني أن الإيرانيين لا ينقلون الأسلحة - ولكن لا شك أن الحوثيين يتمتعون باستقلالية تامة في عملية صنع القرار، وقدرة إيران على التأثير عليهم محدودة، ولذلك فإن الفكرة القائلة بأنه لوقف هجمات الحوثيين لا بد من مهاجمة إيران فكرة غير صحيحة".
First published: 09:45, 05.04.25