كاتس: نخطط لتركيز سكان غزة في "مدينة إنسانية" واحدة على أنقاض رفح

بحسب رويترز، عرضت الخطة على السفارة الأميركية في القدس وجرى نقاشها مؤخرًا في البيت الأبيض. وتصف الوثائق المخيمات بأنها "طوعية"، تسمح لسكان غزة بالإقامة المؤقتة والخضوع لبرامج "نزع التطرف"، تمهيدًا لإعادة إدماجهم أو نقلهم إلى أماكن أخرى 

4 عرض المعرض
غزة. اليوم
غزة. اليوم
غزة. اليوم
(Flash90)
قال وزير الأمن، يسرائيل كاتس، اليوم (الإثنين)، إنه أوعز للجيش الإسرائيلي بإعداد خطة لإقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح، يتم فيها لاحقًا تركيز كل سكان قطاع غزة. وبحسب كاتس، تقضي الخطة تقضي بإدخال 600 ألف فلسطيني في البداية، معظمهم من منطقة المواصي، إلى "المدينة الإنسانية" التي ستُقام.
وأضاف كاتس أنه سيتم إدخال الفلسطينيين إلى هناك بعد التفتيش، ولن يُسمح لهم بالخروج، مضيفا أن الأعمال على إقامة "المدينة الإنسانية" ستبدأ خلال 60 يومًا من الهدنة المرتقبة في قطاع غزة.
ووفقًا للخطة، سيقوم الجيش الإسرائيلي بتأمين المنطقة عن بُعد، "ولن يدير المركز ولن يوزع الطعام"، في حين لم يُحدد بعد من سيدير المركز نفسه، لكن كاتس قال إن إسرائيل تحاول إشراك جهات دولية في المشروع.
4 عرض المعرض
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
(Flash 90)
وكانت وكالة رويترز قد كشفت اليوم أن مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا اقترحت إنشاء مخيمات كبيرة النطاق داخل وخارج غزة لـ"نزع تطرف سكان غزة"، تمهيدا لنقلهم إلى دول أُخرى (في حال رغبوا بذلك).
وبحسب رويترز، عرضت الخطة على السفارة الأميركية في القدس وجرى نقاشها مؤخرًا في البيت الأبيض. وتصف الوثائق المخيمات بأنها "طوعية"، تسمح لسكان غزة بالإقامة المؤقتة والخضوع لبرامج "نزع التطرف"، تمهيدًا لإعادة إدماجهم أو نقلهم إلى أماكن أخرى.
الوثائق المسربة، التي تحمل شعار GHF واسم شركة SRS المتعاونة معها، تعرض تصوّرًا لما يسمى "مناطق عبور إنسانية"، تهدف إلى "استبدال سيطرة حماس" على سكان القطاع. وتقترح الخطة تمويلًا يتجاوز ملياري دولار لبناء وإدارة هذه المخيمات، مع ضمان إشراف الصندوق عليها داخل غزة وربما في دول مجاورة مثل مصر أو قبرص، وفق خريطة مرفقة.
4 عرض المعرض
هل تنجح الوساطة الدولية في التوصل إلى اتفاق غزة قبل لقاء نتنياهو وترامب؟
هل تنجح الوساطة الدولية في التوصل إلى اتفاق غزة قبل لقاء نتنياهو وترامب؟
هل تنجح الوساطة الدولية في التوصل إلى اتفاق غزة قبل لقاء نتنياهو وترامب؟
(Flash90)
وتعود الوثائق إلى ما بعد 11 فبراير/شباط الماضي. وتُظهر شرائح العرض الزمني المقترح، حيث يبدأ تشغيل أول مخيم خلال 90 يومًا من بدء التنفيذ، ليسع أكثر من ألفي شخص مع خدمات أساسية كالغسيل والاستحمام والتعليم، في حين تحدث مصدر عمل على الخطة عن بناء ثمانية مخيمات قادرة على استيعاب مئات الآلاف.
رغم ذلك، قالت رويترز إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من وضع الخطة أو الجهة التي قدمتها رسميًا، أو ما إذا كانت لا تزال قيد البحث. كما أشار التقرير إلى أن التمويل اللازم لم يُؤمّن بعد، وأن محاولات فتح حسابات لجمع التبرعات في بنوك سويسرية مثل UBS وغولدمان ساكس باءت بالفشل.
وفي ردودها، نفت GHF أي علاقة مباشرة بالخطة المسربة، وقالت إن الشرائح "ليست وثيقة رسمية" صادرة عنها، موضحة أنها ناقشت "خيارات نظرية" لتقديم المساعدات لكنها "لا تخطط ولا تنفذ مناطق عبور إنسانية"، مؤكدة أن نشاطها يقتصر على توزيع الغذاء في غزة.
شركة SRS نفت من جانبها أي نقاشات مع GHF بشأن المخيمات، وقالت إن هدفها الوحيد حاليًا هو "إطعام المزيد من الناس".
بدورها، رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على التقرير، لكن مسؤولًا رفيعًا في الإدارة نفى أي نقاش رسمي حول مثل هذه الخطة أو تخصيص أي موارد لها، كما لم يرد البيت الأبيض أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن على طلبات التعليق.
في المقابل، أثارت التسريبات مخاوف منظمات الإغاثة وخبراء إنسانيين، محذرين من خطر التهجير القسري الجماعي تحت غطاء "الطوعية". وقال جيريمي كونيانديك، رئيس منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال" ومسؤول سابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إنه "لا وجود لفكرة نزوح طوعي في ظل قصف مستمر منذ نحو عامين وحرمان السكان من المساعدات الأساسية".
كما حذرت مصادر إنسانية أخرى من أن مثل هذه المخيمات قد تتحول إلى وسيلة للسيطرة على السكان وفرض واقع ديمغرافي جديد في القطاع أو خارجه.
وبينما قالت مصادر مطلعة على المشروع إن الهدف المعلن هو "إزالة عامل الخوف" و"توفير مناطق آمنة للسكان"، حذر مراقبون من أن الخطط المطروحة قد تكرس فصلًا جديدًا من التهجير القسري في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
First published: 17:15, 07.07.25