شهدت البلاد، الليلة الماضية، سلسلة من الأحداث الدامية والمأساوية، تخللتها جرائم قتل وحوادث خطيرة، فيما يتواصل اليوم الأحد تصعيد سياسي وشعبي واسع النطاق في إطار الإضراب الذي أطلقته عائلات المحتجزين وذوي قتلى الحرب على غزة، تحت عنوان "إضراب الشعب". ويُعد هذا التحرك من أوسع الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب الشعبي.
جريمة قتل في جسر الزرقاء
في قرية جسر الزرقاء، قُتلت الشابة روزيت مسعد جربان (23 عامًا) جرّاء تعرضها لإطلاق نار مساء أمس. وقد حاولت الطواقم الطبية إجراء عمليات إنعاش في المكان قبل نقلها إلى مستشفى "هيلل يافيه" بالخضيرة، حيث أُعلنت وفاتها. وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة اعتقال شاب في العشرينيات من عمره من أبناء البلدة، يشتبه بتورطه في الجريمة، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية ترجّح أن الضحية أصيبت عن طريق الخطأ.
جرائم وإطلاق نار في القدس وعكا
في القدس الشرقية، قُتل كل من محمود جرادات من سكان مخيم شعفاط، وأحمد بدران من سكان بيت حنينا، في جريمتي إطلاق نار منفصلتين. أما في مدينة عكا، فقد أصيب رجلان في الأربعينيات بجروح خطيرة جراء إطلاق نار، ونُقلا على وجه السرعة إلى المركز الطبي للجليل في نهاريا لتلقي العلاج. الشرطة أوضحت أنها فتحت تحقيقات منفصلة، دون الإعلان عن اعتقالات إضافية حتى الآن.
مأساة بحرية في يافا
وفي حادث مأساوي آخر، لقي شابان في العشرينيات مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة، بعد أن أصيبوا بمحرك قارب وانقلب بهم في بحر يافا. فرق الإنقاذ انتشلت الضحايا بمساعدة الشرطة البحرية، فيما أعلنت الطواقم الطبية وفاة اثنين منهم في المكان، ونُقل الآخرون إلى المستشفى لاستكمال العلاج. وتبين أن الضحايا من مدينة القدس.
تصعيد شعبي: "إضراب الشعب"
بالتوازي مع هذه الأحداث الأمنية، انطلقت صباح اليوم الأحد فعاليات "إضراب الشعب" الذي دعت إليه عائلات المحتجزين وذوي قتلى الحرب على غزة. ويتوقع أن يشارك فيه أكثر من مليون شخص من مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدماتية، رغم عدم دعم اتحاد النقابات "الهستدروت" رسميًا.
الإضراب بدأ بمؤتمر صحفي في تل أبيب، تخلله دعوات للانضمام للتحركات، وتضمن برنامج الفعاليات مسيرة للأطباء بملابسهم البيضاء، ووقفات احتجاجية أمام منازل أعضاء الائتلاف، إضافة إلى مبادرة لإطلاق صافرات سيارات عند الرابعة عصرًا، تعقبها قوافل سيارات احتجاجية في شوارع تل أبيب.
موقف الحكومة والجيش
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحكومة لن توافق على صفقة تبادل إلا إذا تضمنت الإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة، وبشروط إسرائيلية صارمة، بينها نزع سلاح حركة حماس، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، وإيجاد سلطة بديلة عن حماس والسلطة الفلسطينية.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش أنه سيسمح اعتبارًا من اليوم بإدخال الخيام ومعدات المأوى عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، استعدادًا لنزوح جماعي محتمل نحو الجنوب. غير أن فصائل فلسطينية اعتبرت هذه الخطوة "محاولة للتغطية على مخطط لمجزرة كبرى"، ووصفت إخلاء مدينة غزة بأنه "جريمة حرب كبرى وجريمة ضد الإنسانية".
لقاء بوتين وترامب
نقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن مصادر مطلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طالبَ خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك المنطقة الشرقية الحيوية التي تحتل القوات الروسية نحو 70% منها، وتشهد تقدمًا ميدانيًا سريعًا منذ نوفمبر الماضي، وذلك كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب بين البلدين.
وفي المقابل، تعهد بوتين باستعداده للتنازل عن بعض المطالب الإقليمية، كما تعهد بعدم شن هجمات جديدة للاستيلاء على أراضٍ إضافية.