بينما يتسع نطاق الحرب التجارية العالمية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحاول شركات أمريكية كبرى الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة، وذلك بعد استثناء هواتف "آيفون" من تلك الرسوم.
استثناء آبل يفتح شهية الشركات الأخرى
أقرّ ترامب الأسبوع الماضي بأنه "ساعد" شركة آبل، مستثنياً هواتفها من رسوم جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، ما دفع شركات أخرى في قطاعات التجزئة والتكنولوجيا والزراعة إلى تكثيف ضغوطها من أجل الحصول على امتيازات مماثلة. وقد التقى الرئيس يوم الإثنين مع رؤساء شركات مثل "هوم ديبو" و"تارغت" و"وولمارت"، الذين حذروا من أن استمرار الرسوم سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع للمستهلكين الأمريكيين.
وقال متحدث باسم شركة تارغت: "أجرينا لقاءً مثمراً مع الرئيس ترامب وناقشنا مستقبل التجارة، ونحن ملتزمون بتقديم القيمة للمستهلك الأمريكي".
مطالب بتخفيف الرسوم لتحقيق الإنتاج المحلي
وفي الوقت الذي تصر فيه إدارة ترامب على أن الحل الوحيد لتجنب الرسوم هو "الصناعة داخل أمريكا"، فإن شركات كبرى ترى أن إعادة ترتيب سلاسل الإمداد العالمية لا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها. وقال تشارلز كرين من اتحاد الصناعات الأمريكية: "نحتاج إلى إعفاءات على مستلزمات إنتاج محددة لكي نصنع داخل أمريكا". كما دعت شركات معدات البناء والزراعة إلى إلغاء شامل للرسوم على مكونات لا يمكن إنتاجها محلياً.
وفي حين أن ترامب لمّح إلى إمكانية منح إعفاءات لصناعة السيارات التي تواجه رسومًا بنسبة 25%، إلا أن إدارته بدأت بالفعل خطوات لفرض رسوم جديدة على شرائح الذاكرة وأجهزة تصنيعها، ما قد يحدّ من فاعلية إعفاء آبل.
نافذة تفاوض واتفاقات مؤقتة
رغم أن ترامب يؤكد أن "أفضل طريقة لتفادي الرسوم هي الإنتاج داخل أمريكا"، فإن فريقه طلب من مجموعات تجارية تقديم قوائم بمستلزمات لا يمكن إنتاجها محلياً بسهولة. كما علّقت الإدارة الرسوم الجمركية مؤقتاً على معادن مثل النحاس والزنك وبعض المعادن النادرة.
لكن مراقبين يرون أن هذه الإعفاءات لن تدوم طويلاً، حيث تدرس الإدارة فرض رسوم جديدة على واردات الأخشاب بدعوى تهديدها للأمن القومي. وفي الأثناء، يحاول ترامب تسريع اتفاقيات تجارية ثنائية مع عشرات الدول خلال 90 يوماً، بهدف الضغط لتقليل الرسوم المفروضة على المنتجات الأمريكية.
First published: 18:07, 22.04.25