شهدت الساعات الماضية سلسلة تطورات إقليمية ودولية بارزة، تصدرتها التوترات العسكرية في المنطقة مع إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن دون وقوع إصابات، بالتزامن مع سقوط عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على صنعاء ومحافظة الجوف. وفي قطر، كشفت مصادر في حركة حماس عن إصابة قياديين بارزين في الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، فيما صعّدت القيادة القطرية من لهجتها تجاه إسرائيل ولوّحت بمراجعة دورها في الوساطة.
داخليًا، واصلت القضايا السياسية والقانونية صداها في إسرائيل مع خضوع وزير الطاقة إيلي كوهين لتحقيق مطوّل في وحدة "لاهاف 433" ضمن ملف إصدار "الجوازات الدبلوماسية"، والذي شمل أيضًا نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو.
أما في الولايات المتحدة، فقد أثار خبر وفاة الناشط اليميني البارز والمؤيد لإسرائيل تشارلي كيرك إثر تعرضه لإطلاق نار في جامعة يوتا صدمة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، فيما نعى الرئيس السابق دونالد ترامب الراحل بكلمات مؤثرة.
سياسيًا، برزت أزمة دبلوماسية جديدة بعد أن وجّه ترامب انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية الهجوم في قطر، في وقت حذّر رئيس الوزراء القطري من أنّ نتنياهو "يقود المنطقة نحو الفوضى"، ملوّحًا بإعادة تقييم العلاقات والأدوار السياسية.
اعتراض صاروخ من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الخميس) أنّه اعترض صاروخًا واحدًا أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، دون تسجيل إصابات بشرية أو أضرار مادية تُذكر جراء سقوط الشظايا. وأوضح المتحدث باسم الجيش أنّ المنظومات الدفاعية عملت على اعتراض الصاروخ بعد إطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة بجنوب البلاد.
ضحايا القصف الإسرائيلي في اليمن
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة أنصار الله الحوثية مساء أمس أنّ القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف أدى إلى مقتل 35 مدنيًا وإصابة 131 آخرين بجروح متفاوتة.
إصابة قياديين من حماس في الدوحة
صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن مصادر في حركة حماس أنّ قياديين من المكتب السياسي للحركة أصيبا بجراح، إحداهما خطيرة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة. وأشارت المصادر إلى أنّ الموقع المستهدف يضم مكاتب ومساكن، بينها مكتب سابق لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل مؤخرًا.
في موازاة ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند أن بلادها ستعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل على خلفية هذا الهجوم.
تحقيق مع وزير الطاقة الإسرائيلي
إسرائيليًا، أعلنت الشرطة أنّ التحقيق مع وزير الطاقة إيلي كوهين استمر نحو 14 ساعة في وحدة "لاهاف 433"، في إطار ما يُعرف بقضية إصدار "جوازات السفر الدبلوماسية" لأشخاص لا يستوفون المعايير، بينهم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء. التحقيق انتهى بتحذير كوهين، فيما تتواصل الفحوصات لتحديد المسؤوليات القانونية.
وفاة الناشط الأمريكي تشارلي كيرك
وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته الاجتماعية Truth Social وفاة الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك، المؤسس لمنظمة Turning Point USA والداعم القوي لإسرائيل، بعد تعرضه لإطلاق نار في جامعة يوتا.
ترامب كتب: "تشارلي كيرك العظيم، بل وحتى الأسطوري، توفي... كان محبوبًا من الجميع وخاصة مني، والآن لم يعد بيننا." رحيل كيرك أثار صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.
تفاصيل الحادث
وفق شبكة NBC، أُصيب كيرك في الرقبة عندما فتح مسلح مجهول النار داخل القاعة التي استضافت الفعالية، ونُقل بشكل عاجل إلى المستشفى. ولم تعلن السلطات حينها عن وضعه الصحي، قبل أن يؤكد ترامب لاحقًا خبر وفاته.
أزمة بين نتنياهو وترامب بسبب الهجوم في قطر
في تطور آخر، كشف تقرير تلفزيوني إسرائيلي أنّ الرئيس الأمريكي السابق ترامب وجّه انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب العملية الإسرائيلية في الدوحة. ترامب أبلغ نتنياهو خلال مكالمة هاتفية أنّ الهجوم "غير مقبول" وأنّ واشنطن لم تُمنح أي ضوء أخضر مسبقًا.
التقرير أشار إلى أنّ القيادة الأمريكية علمت بالعملية بعد رصد طائرات إسرائيلية فوق قطر، ما دفعها إلى مساءلة تل أبيب. في المقابل، لوّحت قطر بإعادة النظر في شراكاتها الأمنية معتبرة الموقف الأمريكي "خيانة".
ردود إسرائيل وقطر
رغم انتقادات ترامب، أكد نتنياهو في رسالة مصوّرة أنّ إسرائيل ستواصل ملاحقة قادة حماس "أينما وجدوا"، قائلًا: "إما أن تطردوهم أو تحاكموهم – وإذا لم تفعلوا، فنحن من سنفعل."
أما رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فقال في مقابلة مع شبكة CNN إنّ "نتنياهو يقود الشرق الأوسط نحو الفوضى"، وأعلن أنّ بلاده بصدد مراجعة دورها كوسيط ومستقبل وجود حماس على أراضيها