افتتحت صباح اليوم (الاثنين) المدارس العربية أبوابها في مختلف البلدات والمدن، إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد، حيث عاد أكثر من نصف مليون طالب عربي إلى مقاعدهم، وسط أجواء امتزجت بين التطلعات التعليمية العالية والتحديات المجتمعية المتصاعدة.
د. شيرين ناطور حافي: نصف مليون طالب عربي يعودون إلى مقاعد الدراسة
هذا النهار مع شيرين يونس
06:41
وقالت د. شيرين ناطور حافي، مديرة المعارف العربية في مقابلة مع راديو الناس: "نحن نتحدث عن نصف مليون طالب عربي، وهناك تحديات كثيرة على مستوى المدارس والهيئات التدريسية والبرامج التعليمية. ولأول مرة منذ سنوات طويلة تفتتح السنة الدراسية بطريقة سلسة، دون إضرابات من قبل النقابات، باستثناء حالات خاصة مرتبطة بظروف محلية أو خلافات إدارية".
ثلاثة محاور أساسية
وأوضحت ناطور حافي أنّ خطط جهاز التعليم العربي هذا العام تتركز في ثلاثة محاور رئيسية، أولها تطوير تدريس اللغات، بحيث أن "اللغة هي عامل أساسي في نجاح أبنائنا، سواء كانت لغة الأم أو اللغة العبرية. نطمح أن نقدّم طرقًا جديدة لتعليم اللغات تتيح للطلاب امتلاك أدوات أقوى للنجاح الأكاديمي والاجتماعي".
المحور الثاني يرتبط ببناء الحصانة النفسية والقيمية. وقالت في هذا السياق: "في ظل واقع العنف الأليم الذي يعيشه مجتمعنا، نعتبر أن بناء الحصانة لدى الطلاب والمعلمين ضرورة قصوى. مهمتنا أن نعطي الأمل رغم الصعوبات، وأن نتيح آليات لطلابنا كي يواجهوا التحديات دون أن يفقدوا الأمل".
أما المحور الثالث فهو تعزيز العلوم والتكنولوجيا، قائلة: "نركز على موضوع العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والفيزياء، لأن المهارات المطلوبة في هذه المجالات ضرورية لانخراط طلابنا في سوق العمل والعالم الأكاديمي".
الاستثمار في القيم منذ الطفولة المبكرة
وأضافت ناطور حافي أن وزارة المعارف العربية بصدد إطلاق برنامج شامل يعزز التربية للقيم منذ مراحل الطفولة المبكرة: "سمحوا لي أن أقول إن التركيز سيكون على رياض الأطفال، لأن كل الفجوات تبدأ من هناك. القيم والعادات والمبادئ هي أساس مجتمعنا، ولذلك نعمل على برنامج كامل ومتكامل سيُطبّق في جميع المراحل التعليمية".
مسؤولية جماعية في مواجهة التحديات
وختمت مديرة المعارف العربية بالتأكيد على أن نجاح العملية التعليمية يتطلب شراكة واسعة. وقالت في هذا السياق: "هذا واجبنا ومسؤوليتنا بالشراكة مع السلطات المحلية، وأولياء الأمور، ومديري أقسام التربية والتعليم. أبناؤنا يستحقون منا المتابعة والدعم، ليس فقط المتفوقين، بل جميع الطلاب دون استثناء".
وأكدت ناطور حافي أن الهدف الأسمى يبقى توفير بيئة تعليمية آمنة وملهمة، مضيفة: "نتمنى أن تكون هذه السنة الدراسية سنة خير، نستطيع فيها أن نتعامل بمهنية أكثر مع فاجعة العنف التي نعيشها كمجتمع عربي، ونزرع الأمل في نفوس طلابنا رغم التحديات".