مستودعات المساعدات في غزة على وشك النفاد وحماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن من وصفتهم بـ"مجموعات تابعة لحماس" تنفذ اقتحامات متكررة لمخازن المنظمات الدولية في القطاع، في محاولة لإحداث أزمة إنسانية مقصودة، واحتكار الإمدادات لصالح عناصر التنظيم. وأكدت المصادر أن ذلك جزء من استراتيجية حماس للضغط على المجتمع الدولي، وخلق واقع يؤدي إلى تدخل خارجي. 

راديو الناس|
1 عرض المعرض
مساعدات غزة
مساعدات غزة
مساعدات غزة
(فلاش 90)
كشفت تقديرات إسرائيلية أن مستودعات المساعدات الإنسانية في قطاع غزة قد تفرغ بالكامل خلال أسبوعين، ما ينذر بأزمة إنسانية حادة غير مسبوقة. وفي الوقت الذي يحمّل فيه الجيش الإسرائيلي حماس مسؤولية نهب المساعدات وتحويلها لصالح عناصرها، تتهم حماس إسرائيل باستخدام المساعدات "أداة للابتزاز السياسي"، وترفض ما وصفته بـ"خرق القانون الدولي" عبر التحكم بتوزيع الإغاثة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن من وصفتهم بـ"مجموعات تابعة لحماس" تنفذ اقتحامات متكررة لمخازن المنظمات الدولية في القطاع، في محاولة لإحداث أزمة إنسانية مقصودة، واحتكار الإمدادات لصالح عناصر التنظيم. وأكدت المصادر أن ذلك جزء من استراتيجية حماس للضغط على المجتمع الدولي، وخلق واقع يؤدي إلى تدخل خارجي.
وأشارت التقديرات إلى أن حماس بدأت بالفعل باستخدام الأزمة المرتقبة كورقة سياسية، من خلال الترويج لما تسميه "حملة جوع"، والتهديد بمواجهة من وصفتهم بـ"ناهبي المساعدات" في الداخل، حيث تم الإعلان عن اعتقال عدد من الأشخاص، مع مخاوف من تنفيذ إعدامات بحقهم تحت ذريعة السرقة، رغم أن دوافعها قد تكون سياسية لتصفية معارضي حماس.
في السياق ذاته، فرضت حماس قيودًا جديدة على السكان، منها منع التجوال ليلاً في بعض المناطق تحت ذريعة "ملاحقة لصوص المساعدات". وتزامن ذلك مع بيان شديد اللهجة أصدرته حماس اليوم، جاء فيه:"نرفض رفضًا قاطعًا تحويل المساعدات إلى أداة للابتزاز السياسي أو إخضاعها لشروط الجيش، ونؤكد أن الجهة الوحيدة المخولة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الدولية والرسمية، لا إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة". وفي مداولات جرت الليلة الماضية بين أعضاء الكابينت ورئيس الأركان، وقعت مشادات حادة بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الأركان إيال زمير. فقد طالب بن غفير بمنع إدخال أي مساعدات، وقال:"لا أفهم لماذا نمنح من يحاربنا مساعدات. يجب قصف مخازن طعام حماس".
وردّ عليه زمير بتحذير شديد اللهجة:"أقوالك خطيرة وتمسّ بالجميع. هناك قانون دولي نحن ملتزمون به. لا يمكننا تجويع غزة". من جهته، حذّر الصليب الأحمر الدولي نهاية الأسبوع الماضي من أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ "مرحلة الانهيار"، وقال في بيان له:"ستة أسابيع من القتال العنيف وشهران من منع إدخال المساعدات تركت السكان بدون أساسيات الحياة. من دون استئناف فوري للمساعدات، لن نتمكن من توفير الغذاء والدواء والإمدادات المنقذة للحياة." وفي توثيق نُشر مؤخرًا عبر القناة 12 الإسرائيلية، ظهرت مشاهد تُظهر عناصر من حماس وأفراد من عائلات متنفذة يسيطرون بالقوة على شاحنات المساعدات، يعتدون على السائقين، ويقومون بسرقة الشحنات ونقلها إلى مستودعات الحركة، ثم بيعها لاحقًا. ووفق التقرير، من بين 100 شاحنة دخلت القطاع، استولت حماس على 47 منها. يُذكر أن إسرائيل كانت قد أوقفت إدخال المساعدات إلى غزة منذ 2 آذار، بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، مبررة القرار برفض حماس للمقترح الإسرائيلي-الأميركي لمواصلة المفاوضات. وجاء في بيان لمكتب رئيس الحكومة آنذاك:"لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفينا. وإذا استمرت حماس في الرفض، ستكون هناك عواقب إضافية".