ضربوني وهربوا | طالبة جامعية من أم الفحم تتعرض لاعتداء عنصري داخل حافلة في القدس

يُشار الى أن حادثة الاعتداء التي تعرضت لها الطالبة نور شربجي تعكس واقعًا متصاعدًا من العنصرية تجاه المواطنين العرب في الفضاءات العامة، وسط ضعف في أداء الشرطة وتعامل غير جدي مع مثل هذه الاعتداءات، ما يزيد من شعور الخوف والضغط النفسي لدى الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، لا سيما في مدينة القدس.

1 عرض المعرض
الطالبة نور شربجي
الطالبة نور شربجي
الطالبة نور شربجي (صورة الحافلة للتوضيح وليس لها علاقة بالحادثة)
(Flash90)
تعرضت الطالبة الجامعية نور شُربجي من مدينة أم الفحم لاعتداء عنصري خلال وجودها داخل حافلة عمومية في مدينة القدس، من قبل شابين من الوسط اليهودي، بينما كانت في طريق عودتها من موقع التدريب العملي إلى سكنها. وأكدت شربجي في حديث لراديو "الناس" ضمن برنامج المنتصف أنها تقدمت بشكوى للشرطة، مشيرة إلى أن تعاملها مع الحادثة اتّسم بالتأخير والارتباك.
الطالبة نور شربجي تروي تفاصيل الاعتداء العنصري في القدس
المنتصف مع عفاف شيني
07:38
ضربة قوية والسائق عربي ووصفت شربجي ما حدث قائلة: "كنت جالسة في الحافلة وأتصفح هاتفي، وفجأة شعرت بضربة قوية على رأسي، نظرت فشاهدت شابين يهربان. طلبت من السائق وهو من الوسط العربي أن يتوقف، وبالفعل استجاب وساعدني، واستدعى الشرطة وقدّم لهم تسجيلات كاميرات المراقبة من الحافلة".
وأضافت أن الشرطة تأخرت بالوصول أكثر من نصف ساعة رغم اتصالاتها المتكررة، وقالت: "اضطررت للنزول إلى الشارع لإيقاف سيارة شرطة كانت تمرّ، لكنهم قالوا إنهم متوجهون إلى حادث آخر، وطلبوا مني انتظار دورية أخرى". وبعد انتظار طويل، وصلت الشرطة وفتحت ملف تحقيق، لكنها طلبت منها التوجه إلى مركز شرطة باب العامود لتقديم الشكوى، لتفاجأ هناك بأنهم لا يتعاملون مع مثل هذه الحالات، وأُرسلت مرة أخرى إلى مركز آخر.
اعتداءات متكررة وأكدت نور أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لموقف عنصري، وقالت: "بسبب التوتر الأمني في الدولة، تعوّدت الجلوس خلف السائق مباشرة لتجنّب الاحتكاك، لكن رغم ذلك لم أسلم من الاعتداء". وأضافت أنها تعاني من ضغوط نفسية كبيرة بعد الحادثة، وأنها اضطرت لاستبدال وسيلة تنقلها من الحافلات إلى سيارات الأجرة "خوفًا من تكرار الاعتداء". وعن موقف الجامعة، أوضحت أن الجامعة العبرية عرضت عليها دعمًا نفسيًا، في حين تلقت من زملائها في موقع التدريب بعض كلمات التضامن، ولكن دون تحرّك ملموس.
كاميرات دون فائدة وأكدت أنها استعانت بمحامٍ لمتابعة الملف، خاصة أن وجوه المعتدين ظهرت بوضوح في تسجيلات الكاميرات، وأنها قادرة على التعرف إليهما. يُشار الى أن حادثة الاعتداء التي تعرضت لها الطالبة نور شربجي تعكس واقعًا متصاعدًا من العنصرية تجاه المواطنين العرب في الفضاءات العامة، وسط ضعف في أداء الشرطة وتعامل غير جدي مع مثل هذه الاعتداءات، ما يزيد من شعور الخوف والضغط النفسي لدى الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، لا سيما في مدينة القدس. بلدية أم الفحم تستنكر الحادثة جاء في بيان صادر عن بلدية أم الفحم اليوم الثلاثاء: "تستنكر بلدية أم الفحم الاعتداء العنصري الآثم الذي تعرّضت له الطالبة الجامعية نور شوربجي من المدينة، اثناء عودتها في الحافلة من تدريب عملي ضمن دراستها للقب الأول في مجال العلاج الوظيفي في الجامعة العبرية في القدس، على يد متطرفين جبناء". وأردف البيان: "إن هذا الاعتداء الخطير، الذي يستهدف فتاةً جامعية لا ذنب لها سوى كونها عربية ترتدي الزي المحتشم، يعكس تصاعد موجة التحريض والعنصرية المتفشية اليوم، والتي باتت تهدد أمن وسلامة طلابنا وطالباتنا في أماكن دراستهم. بلدية أم الفحم ترى في هذا الاعتداء تصعيدًا خطيرًا لا يمكن السكوت عليه، وتطالب الشرطة والجهات المختصة باعتقال المعتدين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية طلابنا العرب في القدس وسائر أنحاء البلاد". واختتم البيان: "نحن نقف إلى جانب ابنتنا الطالبة وعائلتها الكريمة، ونؤكد أنّ الاعتداء عليها هو اعتداء على كل فحماوي وفحماوية، بل على كل طالب وطالبة عربية في هذه البلاد".