أطلقت الحكومة الإيطالية، بالتعاون مع الجمعية الوطنية للبلديات (ANCI) ووزارتيّ الزراعة والثقافة، حملة واسعة لترشيح المطبخ الإيطالي ليُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادّي في منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو (UNESCO).
وجرى الإعلان عن الخطوة من خلال مبادرة احتفالية أُقيمت في المنتدى الروماني قرب الكولوسيوم، حيث اجتمعت عائلات وسياسيون حول مائدة مفتوحة ضمن فعالية حملت عنوان "غداء الأحد – الإيطاليون على المائدة". وقد أتيح لآلاف المشاركين تذوّق أطباق تقليدية من المطبخ الإيطالي، فيما تكرّر المشهد في عدد من الساحات العامة داخل البلاد، كما امتدّ ليشمل سفارات إيطالية حول العالم.
وأوضحت السلطات الإيطالية أنّ الهدف من الترشيح لا يقتصر على إبراز طرق الطهي أو المكوّنات فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى اعتبار الجلوس حول المائدة طقسًا اجتماعيًا وإنسانيًا يجمع العائلات ويعزّز الروابط بين الأجيال. وزير الزراعة الإيطالي شدّد في هذا السياق على أنّ ما تسعى إيطاليا إلى ترشيحه هو طقس كامل يبدأ من اختيار الطعام، ويمرّ عبر المطبخ، ليصل إلى المائدة حيث يستمرّ النقاش حول ما نتناوله. وأضاف، أنّ غداء الأحد يمثّل التعبير الأوضح عن هذا البعد الثقافي، مشيرًا إلى أنّ مشاهد الحشود المتجمّعة في الساحات الإيطالية تعكس القيمة الرمزية للمطبخ بالنسبة للإيطاليين.
وفي موازاة ذلك، أكّد مسؤولون آخرون أنّ المطبخ الإيطالي ليس مجرّد تقليد غذائي، بل مرآة تعكس المجتمع والتاريخ وعلاقة الناس بأرضهم، كما أنه يروي حكاية الثقافة الإيطالية وهويّة سكّانها وتقاليدهم واقتصادهم معًا. وفي هذا السياق، أشارت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى أنّ قيمة المطبخ الإيطالي عالميًا تُقدّر بنحو 250 مليار يورو، وهو ما يمنحه قيمة مُضاعفة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مسعى إيطاليا لتعزيز موقعها كالدولة التي تمتلك العدد الأكبر من المواقع المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إذ تضمّ 61 موقعًا من التراث المادّي إلى جانب 19 عنصرًا من التراث غير المادّي، شملت في الآونة الأخيرة فن قرع الأجراس التقليدي وفن الغناء الأوبرالي. ومن المُنتظر أن تُصدر اليونسكو قرارها بشأن إدراج المطبخ الإيطالي في قائمتها بحلول نهاية العام الجاري، وهو قرار من شأنه أن يضيف بُعدًا جديدًا لصورة إيطاليا الثقافية عالميًا.