أعلنت الصين أن صادراتها ارتفعت في شهر نوفمبر بشكل غير متوقّع، ما ساعدها على تحقيق فائض تجاري ضخم تجاوز تريليون دولار أميركي منذ بداية العام، وذلك قبل نهاية السنة بشهر واحد فقط.
صادرات إلى أوروبا.. وتراجع في السوق الأميركي
بيّنت الأرقام أن صادرات الصين زادت بنسبة 5.9٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، خصوصًا في مجالات مثل السفن وقطع السيارات والشرائح الإلكترونية. في المقابل، تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة كبيرة وصلت إلى 28.6٪، رغم الهدنة التجارية بين البلدين، بسبب استمرار أثر الرسوم الأميركية.
أوروبا كانت الوجهة الأبرز لصادرات الصين في نوفمبر، حيث زادت صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 14.8٪، كما سجلت زيادة في التصدير إلى اليابان، بينما تراجعت صادراتها إلى دول جنوب شرق آسيا.
الواردات لا تزال ضعيفة
على الجهة الأخرى، لا تزال الواردات الصينية ضعيفة، وزادت فقط بنسبة 1.9٪، وهي نسبة أقل من التوقعات، ما يعكس انخفاض الطلب داخل البلاد، خاصة في قطاع البناء والعقارات. كما سجلت واردات السيارات من الخارج تراجعًا حادًا بنسبة 38٪ تقريبًا، في ظل نمو صناعة السيارات المحلية.
هذا التراجع في الواردات أثار قلق بعض الشركاء التجاريين للصين، مثل الاتحاد الأوروبي، الذي لوّح بإمكانية فرض رسوم إضافية إذا لم تُعالَج هذه الفجوة في الميزان التجاري.
ماذا يعني هذا الفائض الضخم؟
الفائض التجاري يعني أن الصين تُصدّر أكثر بكثير مما تستورد، وهذا يساعدها على دعم اقتصادها، خصوصًا في ظل التحديات الداخلية. ولكن استمرار هذا الوضع قد يخلق توترًا مع دول أخرى تشعر بأن تجارتها مع الصين غير متوازنة.
في الوقت نفسه، تسعى الصين إلى تعزيز الاستهلاك المحلي ليكون مصدرًا أكبر للنمو، لكن هذا التحوّل بحاجة إلى وقت وخطط طويلة المدى.


