مع تصاعد التوتر الأمني في البلاد عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، تعمل الجبهة الداخلية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي على رفع مستوى الجهوزية لحالات الطوارئ المحتملة، ومن بين الإجراءات المتّخذة، طلب تسليم عدد من سيارات الإسعاف من مراكز طبية خاصة تعمل في البلدات العربية.
أسامة أبو أحمد مركز البيان الطبي الناصرة
المنتصف مع فرات نصار
03:12
وفي حديث خاص لراديو الناس، قال أسامة أبو أحمد، مدير مركز البيان الطبي في الناصرة:"في حالات الطوارئ أو الحروب، تتوجه الجبهة الداخلية إلى المراكز الطبية الخاصة وتطلب تجهيز سيارات إسعاف لصالحها. هذا ما حصل معنا صباح اليوم، حيث طُلب منا تسليم مركبتي إسعاف بشكل فوري."
وأشار أبو أحمد إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطلب فيها ذلك، موضحًا أن تعويضًا ماليًا يُمنح عادةً لاحقًا، لكن التأثير على الجهوزية يكون فوريًا، خاصةً في ظل النقص الحاصل منذ حرب 7 أكتوبر.
وحول مدى استعداد المركز الطبي لحالات التصعيد، قال:"لدينا سبع سيارات إسعاف، ومع تسليم مركبتين يتبقى لدينا خمس فقط. رفعنا حالة التأهب ونحن جاهزون لتقديم أي إسعاف أولي عند الحاجة، لكن لا شك أن هذا يؤثر على قدرتنا التشغيلية اليومية."
من جهته، أكّد د. علي نعمة، مدير مركز "حيان" الطبي، أنه تلقى طلبًا مماثلًا من وزارة الصحة لتسليم عدد من سيارات الإسعاف، لكن المركز أوضح للوزارة أنه الجهة الوحيدة القادرة على التدخل في الحالات الخطيرة داخل بعض البلدات العربية، مما دفع الوزارة إلى الاكتفاء بطلب مركبة واحدة فقط.
د.علي نعمة مركز حيان الطبي
المنتصف مع فرات نصار
04:30
وقال د. نعمة:"نحن نُقدّم خدمات طبية يومية لحالات مزمنة ومعقّدة، ونُشكّل خط الدفاع الأول في كثير من المناطق. المصادرة الفورية لعدد كبير من سيارات الإسعاف قد تُدخل المنظومة الطبية في حالة شلل جزئي."
وأضاف:"مجتمعنا لا يعاني فقط من التهديدات الخارجية، بل من أزمات داخلية متفاقمة مثل العنف والجريمة، وهذا يُضاعف الحاجة لخدمات الطوارئ. إضافة إلى ذلك، هناك تأثيرات نفسية وجسدية على كبار السن والمرضى الذين يشعرون بالقلق من غياب الرد الطبي الفوري في حال الطوارئ."
ودعا المسؤولان إلى إيجاد توازن بين متطلبات الجبهة الداخلية واحتياجات الميدان في البلدات العربية، محذّرين من أن أي خلل في توزيع الموارد قد يكلّف أرواحًا.
تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل استعداداتها لاحتمال توسع العمليات، فيما تبقى المراكز الطبية في حالة استنفار قصوى لمواجهة السيناريوهات المقبلة.