أصدرت بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، مساء اليوم (الثلاثاء)، بياناً مشتركاً أعلنت فيه فرض عقوبات على وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وذلك، وفقاً على خلفية "التحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين".
وقالت الدول إن الوزيرين "شجعا العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطينية"، وأنهما أطلقا "خطاباً متطرفاً يدعو لتهجير الفلسطينيين من منازلهم وتوسيع المستوطنات، مما يهدد حل الدولتين ويضر بأمن إسرائيل ومكانتها الدولية".
بن غفير: تجاوزنا فرعون وسنتجاوز ستارمر أيضا
وفي تعقيبه، هاجم بن غفير القرار قائلاً إنه يحتقر "الكتاب الأبيض" مضيفا: ّ تجاوزنا فرعون وسنتجاوز كير ستارمر أيضاً"، فيما ادعى سموتريتش أن "العقوبات تأتي لأنني أعرقل إقامة الدولة الفلسطينية".
وتتضمن العقوبات المتوقعة منع سموتريتش وبن غفير من دخول هذه الدول، ومنع المؤسسات المالية من تقديم أي خدمات لهما، على غرار العقوبات المفروضة على الشخصيات الروسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
غير أن الوزيرين لا يملكان أصولاً في بريطانيا ولم يطلبا زيارة البلاد، كما أن المسؤولين البريطانيين والأوروبيين يتجنبون أصلاً التحدث معهما، مما يجعل للعقوبات معنى رمزياً بالدرجة الأولى، يتمثل في المزيد من الإضرار بصورة إسرائيل عالمياً.
تصريحات مثيرة للجدل
وتضمنت مقالة "التايمز" عدة تصريحات لسموتريتش، منها إعلانه في أحد المؤتمرات أنه لن يسمح بإدخال مساعدات إنسانية للقطاع بطريقة تصل إلى حماس، "حتى ولو حبة قمح واحدة".
كما أشارت إلى تصريحه الشهر الماضي بأن صورة النصر بالنسبة له ستكون "عندما تدمر غزة تماماً، ويتجمع مواطنوها جنوب محور موراغ ويبدؤون بالخروج بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة".
وتضمن التقرير أيضاً دعوة بن غفير إلى "تشجيع الهجرة الطوعية" لسكان غزة، ودعوته لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى.
إدانة بريطانية حادة
من جانبه، هاجم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الوزيرين الشهر الماضي، واصفاً تصريحاتهما بـ"الوحشية". وقال لامي في البرلمان البريطاني: "دخلنا مرحلة جديدة ومظلمة في هذا الصراع. حكومة نتنياهو تخطط لطرد الغزيين من منازلهم إلى زاوية في جنوب القطاع، والسماح لهم بجزء صغير فقط من المساعدات التي يحتاجونها".
وأضاف: "الوزير سموتريتش تحدث حتى عن قوات إسرائيلية ستقوم بـ'تطهير' غزة، وستدمر ما تبقى منها وسيتم نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى. يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها: هذا تطرف، إنه خطير، مقزز، وحشي وأدينه بأقوى العبارات".
انتقادات إسرائيلية للعقوبات
بدوره، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، القرار بشدة، واصفاً إياه بـ"الفضيحة"، وقال إنه "من الفضيحة أن يتعرض ممثلون منتخبون وأعضاء حكومة لمثل هذه الإجراءات".
وأضاف أنه ناقش الأمر مع نتنياهو وأن الحكومة ستعقد جلسة خاصة مطلع الأسبوع المقبل لتقرير الرد على "هذه الخطوة غير المقبولة".
كما انتقد بيني غانتس، رئيس "همحني همملختي" المعارض، بريطانيا قائلاً إنه يختلف بشدة مع الوزيرين سموتريتش وبن غفير، "لكن فرض عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية من قبل الحكومة البريطانية هو فشل أخلاقي عميق ورسالة سيئة للعالم بأسره".
وأضاف غانتس: "إسرائيل تحارب أعداء أثبتوا أن نيتهم تدميرها، يجب توجيه الضغط والعقوبات إلى إيران وحماس والحوثيين. أدعو الحكومة البريطانية لوقف هذه العملية التي ستعطي وقوداً للإرهاب العالمي".
تصاعد الانتقادات الدولية لاسرائيل
ويأتي هذا القرار في إطار تصاعد الانتقادات الدولية لاسرائيل وسياساتها في غزة والضفة الغربية، حيث كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد نظرت في فرض عقوبات مماثلة على الوزيرين، لكنها لم تنفذها في النهاية.
وتعكس هذه الخطوة تزايد العزلة الدولية لإسرائيل وتنامي الضغوط الدولية عليها بسبب سياساتها في الأراضي الفلسطينية.
First published: 15:15, 10.06.25