استضاف برنامج "بدون فلاتر" الذي تقدّمه الدكتورة نجمة أندراوس، الدكتور إلياس حداد، أخصائي جراحة العظام والعمود الفقري في مستشفى رمبام، في حلقة تناولت الانحناءات التجميلية للعمود الفقري، والتي لا تؤدي بالضرورة إلى إعاقة وظيفية مباشرة، لكنها تؤثر على مظهر الجسم وثقة الشخص بنفسه، خاصة في جيل المراهقة.
أنواع الانحناءات وأسبابها
أوضح د. حداد أن الانحناءات التجميلية للعمود الفقري تنقسم إلى نوعين أساسيين: الحدب (kyphosis) وهو انحناء إلى الأمام، والجَنَف (scoliosis) وهو انحناء جانبي أكثر شيوعًا لدى الفتيات، خاصة في فترة النمو والمراهقة. وأشار إلى أن التشخيص المبكر غالبًا ما يتم عن طريق الملاحظة العائلية وليس من قبل الطفل نفسه، وقد تظهر أولى العلامات في محيط الكتفين أو الحوض بشكل غير متناسق.
العوامل الوراثية ونمط الحياة
لفت الدكتور حداد إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في ظهور هذه الحالات، لكن نمط الحياة الحديث — كالجلوس الطويل على الشاشات وقلة النشاط الجسدي — يساهم في تفاقم الانحناءات، خاصة الحدب. وأكد على أهمية تقوية عضلات الظهر والكتفين ومركز الجسم من خلال رياضات مثل السباحة، اليوغا، والبيلاتس.

العلاج غير الجراحي وأثره النفسي
تحدث الضيف عن أهمية التعامل الحساس مع الأطفال الذين يعانون من هذه الحالات، حيث تلعب الكلمات دورًا مؤثرًا في ثقتهم بنفسهم. وذكر أن بعض الحالات البسيطة يمكن التعامل معها من خلال ملابس أو إكسسوارات تساعد في التوازن البصري للمظهر الخارجي، إضافة إلى استعمال مشدات خاصة لفترات طويلة تصل حتى 22 ساعة يوميًا لوقف تفاقم الانحناء.
متى تكون الجراحة ضرورية؟
الجراحة تصبح خيارًا عندما تفشل الوسائل الأخرى في منع تفاقم الانحناء، أو عندما تكون الزاوية كبيرة من البداية. وأشار د. حداد إلى أن العمليات الجراحية الكلاسيكية تتضمن تثبيت الفقرات، وهي معقدة وتتطلب دراسة دقيقة. كما ذكر وجود جراحات حديثة لا تثبت الفقرات بالكامل وتحافظ على مرونة العمود الفقري، لكنها لا تزال بحاجة لمزيد من الدراسات المستقبلية.
ما بعد العملية وتغطية التكاليف
بالنسبة للتعافي، فإن المرضى يعودون تدريجيًا للنشاط الطبيعي بعد أسبوع تقريبًا، مع تحسين ملحوظ في القامة قد يصل إلى 7 سم في بعض الحالات. وأكد د. حداد أن العمليات مشمولة ضمن سلة خدمات صندوق المرضى، وأن المشدات باتت متوفرة مجانًا للمؤمَّنين منذ عام 2023.