ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان" أن دولة الإمارات استدعت، اليوم الجمعة، نائب السفير الإسرائيلي لديها، وذلك عقب الهجوم الذي استهدف قيادات من حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء الماضي. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارتي الخارجية في كل من أبوظبي وتل أبيب بشأن الخطوة.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن ريم بنت إبراهيم الهاشمي، زيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات، أبلغت نائب السفير الإسرائيلي "إدانة واستنكار دولة الإمارات الشديدين للاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، وللتصريحات العدوانية الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأكدت أن "هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر، واعتداء خطيرا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدا غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
وشددت على أن "أمن واستقرار دولة قطر الشقيقة جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وأن أي اعتداء على دولة خليجية يمثل اعتداء على منظومة الأمن الخليجي المشترك"، مؤكدة أن استمرار النهج العدواني والاستفزازي يقوض فرص تحقيق الاستقرار ويدفع المنطقة نحو مسارات بالغة الخطورة، ويكرس واقعا لا يمكن السكوت عنه أو قبوله.
رئيس وزراء قطر يلتقي مسؤولين أمريكيين
على الصعيد السياسي، يعتزم رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الأمريكيين اليوم الجمعة في العاصمة واشنطن، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ومصير محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد تصعيدًا عسكريًا متواصلًا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صدر مساء الخميس أن آل ثاني سيلتقي وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في البيت الأبيض. كما أفادت تقارير نشرتها موقـعا بوليتيكو وأكسيوس بأن جدول أعماله يشمل أيضًا لقاء الرئيس دونالد ترامب، ونائب الرئيس جيه. دي. فانس، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وكانت إسرائيل قد حاولت اغتيال قيادات سياسية من حركة حماس في هجوم شنته الثلاثاء الماضي على العاصمة القطرية، وهو ما اعتُبر تصعيدًا خطيرًا للأعمال العسكرية في المنطقة. وقد أثار الهجوم إدانات دولية واسعة خشيةَ تفاقم التوتر، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بيانًا أدان فيه الاعتداء على الدوحة دون أن يذكر إسرائيل بالاسم، وذلك بإجماع الأعضاء الخمسة عشر، بمن فيهم الولايات المتحدة الحليفة التقليدية لتل أبيب.
وتنظر واشنطن إلى قطر باعتبارها شريكًا استراتيجيًا مهمًا في الخليج، ولا سيما لدورها البارز في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، سواء في ما يتعلق بترتيبات وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، إضافة إلى بحث سيناريوهات "اليوم التالي" في غزة.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي أن قرار استهداف قطر جاء مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معربًا عن استيائه من الضربة التي قال إنها لا تخدم المصالح الأمريكية ولا الإسرائيلية.
وكان ترامب قد وعد عند توليه منصبه في يناير/كانون الثاني بإنهاء حرب غزة، إلا أن ذلك الهدف ظل بعيد المنال. وقد نجحت إدارته في التوصل إلى وقف إطلاق نار دام شهرين، قبل أن ينهار في 18 آذار/مارس الماضي إثر غارات إسرائيلية أودت بحياة 400 فلسطيني.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أثارت صور الفلسطينيين في غزة الذين يواجهون المجاعة، ومن بينهم أطفال، موجة غضب وانتقادات واسعة ضد إسرائيل في مختلف أنحاء العالم.
First published: 07:34, 12.09.25