بعد دخول إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، تتجه الأنظار مجددًا إلى قطاع غزة، وسط تقديرات في إسرائيل بأن إنهاء الحرب مع طهران قد يمهّد الطريق لصفقة تبادل جزئية أو شاملة مع حركة حماس، وربما يفتح الباب لإنهاء الحرب الدائرة في القطاع.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “الواقع الإقليمي الجديد بعد وقف إطلاق النار مع إيران يخلق فرصة حقيقية لدفع صفقة التبادل قدمًا”.
وبحسب الخطة المطروحة، يتم إطلاق سراح ثمانية مختطفين أحياء في اليوم الأول من تنفيذ وقف إطلاق النار، يتبعهم إفراج عن اثنين آخرين خلال شهر إلى شهر ونصف، إضافة إلى تسليم نصف جثامين المختطفين الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
وكشف رجل الأعمال الأمريكي–الفلسطيني بشارة بحبح، الذي يلعب دور الوسيط غير المباشر بين الولايات المتحدة وحماس، كشف في حديث لقناة “الغد” أن هناك عدة مقترحات لوقف إطلاق النار على طاولة النقاش، بعضها شامل والبعض الآخر جزئي.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أبلغه بأن هدف مهمته هو “وقف قتل المدنيين، الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”، مشيرًا إلى أن حماس “تدرك الحاجة إلى حل سريع”، وأنه شخصيًا “متفائل بإمكانية التوصل إلى تهدئة خلال أيام”.
وأوضح بحبح أن إسرائيل باتت أكثر جدية في التعاطي مع ملف التهدئة بعد انتهاء التصعيد مع إيران، مشددًا على أن الاجتماع المقبل سيكون حاسمًا لتحديد مصير التفاهمات في القطاع.
تواصل الاتصالات بوساطة مصرية–قطرية
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الاتصالات مع مصر وقطر مستمرة لتطوير صيغة اتفاق، فيما تتبادل الأطراف المعنية رسائل ومواقف. وذكرت أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بموافقتها على الاقتراح المطروح، وتنتظر في المقابل ردًا رسميًا من حماس.
وفي حال جاء الرد إيجابيًا من جانب الحركة، فمن المتوقع أن ترسل إسرائيل وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة أو القاهرة لاستكمال تفاصيل الصفقة وتوقيع الاتفاق النهائي.
ورغم الأجواء الإيجابية في المؤسسة الأمنية، فإن خلافات سياسية داخلية لا تزال تعرقل المسار. فقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش معارضته العلنية لأي اتفاق في غزة ضمن الشروط الحالية، معتبرًا أن “الحرب يجب أن تُختتم باستغلال التفوق العسكري الإسرائيلي، لا بصفقة تهدئة مع حماس”.