كشفت تقارير إعلامية أن شركة مايكروسوفت تواجه موجة من الانتقادات الداخلية والخارجية، بعد أن تبين أن نظام البريد الإلكتروني الداخلي لديها يقوم بحجب الرسائل التي تتضمن كلمات مثل "فلسطين"، "غزة"، و"إبادة جماعية"، سواء في عنوان الرسالة أو في متنها.
ووفقاً لما نشره موقع The Verge الأمريكي، أكدت مايكروسوفت أنها نفذت مؤخراً تعديلات على نظام البريد الإلكتروني في محاولة للحد من الرسائل التي تحمل طابعاً سياسياً داخل بيئة العمل. وقال المتحدث باسم الشركة، فرانك شو، في تصريح رسمي: "إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى جمهور واسع من الموظفين حول مواضيع غير مرتبطة بالعمل لا يُعتبر مناسباً. لدينا منتدى مخصص للموظفين الراغبين في المشاركة في النقاشات السياسية."
نشطاء داخل الشركة يلتفون على الرقابة
رغم هذه الإجراءات، تشير مجموعة "No Azure for Apartheid"، وهي مجموعة احتجاجية تضم موظفين حاليين وسابقين في مايكروسوفت، إلى أن "عشرات الموظفين" لم يتمكنوا من إرسال رسائل إلكترونية تحتوي على الكلمات المحظورة. ومع ذلك، وجد البعض طرقاً للتحايل على النظام باستخدام تهجئات بديلة مثل "P4lestine" أو استخدام كلمات مفتاحية مختلفة.
وقال حسام ناصر، أحد قادة المجموعة: "مايكروسوفت تحاول إسكات حرية التعبير لدى موظفيها، وهذه رقابة تمارسها قيادة الشركة ضد الموظفين الفلسطينيين وحلفائهم".
فنان عالمي ينضم إلى الانتقادات
الاحتجاجات لم تقتصر على الموظفين. فقد انضم الموسيقي البريطاني الشهير برايان إينو – الذي يُعد من أبرز الأسماء في صناعة الموسيقى وأحد مبتكري صوت بدء التشغيل الأيقوني لنظام Windows 95 – إلى الأصوات المنتقدة. وكتب إينو في منشور عبر "إنستغرام": "شاركت في مشروع Windows 95 بكل سرور كمغامرة إبداعية، ولم أكن أتصور أن تنخرط هذه الشركة يوماً في أنظمة قمع وحرب".
وانتقد إينو العقود التي تجمع مايكروسوفت بوزارة الأمن الإسرائيلية، مشيراً إلى أن على الشركة "تعليق كل الخدمات التي تُستخدم لدعم انتهاك القانون الدولي"، في إشارة إلى دعم تقني محتمل تقدمه الشركة لإسرائيل في سياق الحرب في غزة.
وكانت مايكروسوفت قد أقرت الأسبوع الماضي بوجود عقود مع الحكومة الإسرائيلية تتعلق بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، لكنها نفت استخدام تقنياتها في استهداف المدنيين في غزة، بل وذكرت أنها ساعدت إسرائيل في عمليات إنقاذ مختطفين.
الاحتجاجات تتصاعد في فعاليات الشركة
الاحتجاجات داخل الشركة تصاعدت خلال الأسبوع الجاري، حيث نظم موظفون من المجموعة الاحتجاجية "No Azure for Apartheid" عدداً من التحركات خلال فعاليات مؤتمر المطورين "Microsoft Build"، وحتى في احتفالات الذكرى السنوية لتأسيس الشركة. وتركزت الاعتراضات على عقود الشركة مع الحكومة الإسرائيلية والدور المحتمل لتقنياتها في الحرب
مايكروسوفت تحت المجهر
بين اتهامات بتقييد حرية التعبير، وعقود مثيرة للجدل مع جهات حكومية، تجد مايكروسوفت نفسها في موقف حساس يتطلب توازناً دقيقاً بين إدارة سياساتها الداخلية، والتزاماتها الأخلاقية، وصورتها أمام الرأي العام العالمي.