تعرضت إيران مساء الجمعة لضربة قاسية، بعد أن أُقر في مجلس الأمن الدولي تفعيل آلية "سناب باك" التي تعيد فرض جميع العقوبات الأممية التي رُفعت عقب توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
المقترح الروسي–الصيني لتأجيل العقوبات ستة أشهر سقط بعد أن حصل على دعم أربع دول فقط، فيما عارضته تسع دول وامتنعت دولتان عن التصويت. ووفق القرار، ستدخل العقوبات حيّز التنفيذ عند الساعة الثالثة فجر الأحد.
نطاق العقوبات
العقوبات الجديدة ليست مجرد إجراءات محدودة كما في السابق، بل تشمل حزمة كاملة ملزمة لجميع دول الأمم المتحدة، ما يجعلها أكثر صرامة وتأثيرًا من العقوبات الأمريكية أو الأوروبية المنفردة. وتشمل:
- حظر السلاح: منع بيع أو شراء السلاح من إيران.
- حظر الأنشطة الصاروخية: منع تطوير أو اختبار أو نقل تكنولوجيا الصواريخ.
- حظر الأنشطة النووية: حظر أي تخصيب أو إعادة معالجة أو تبادل تكنولوجيا نووية.
- تجميد أصول وحظر سفر: ضد شخصيات وهيئات مرتبطة بالأنشطة العسكرية والنووية.
- تفتيش ومصادرة شحنات: منح الدول الحق في فحص البضائع الإيرانية المشبوهة.
- قيود على صادرات النفط والغاز: استهداف مباشر لمصدر الدخل الأساسي لإيران.
- قيود مالية ومصرفية: فصل إيران عن النظام المالي العالمي.
اختلاف عن الماضي
إيران واجهت في السابق عقوبات أمريكية وأوروبية، لكنها كانت تجد متنفسًا اقتصاديًا عبر بعض الدول. أما الآن، فإن شمولية العقوبات الأممية تُجبر كل أعضاء الأمم المتحدة على الالتزام بها، حتى الدول التي تُعد قريبة من طهران مثل روسيا والصين.
هذا من شأنه أن يفاقم الأزمات الاقتصادية: تدهور قيمة العملة، تضخم متصاعد، ارتفاع البطالة، ونقص في المواد الأساسية، فضلًا عن تراجع الاستثمارات الأجنبية وتقلص صادرات النفط.
ردود فعل ومحاولات فاشلة
حتى اللحظة الأخيرة، حاولت إيران بمساعدة روسيا والصين تقديم مقترحات لتأجيل العقوبات أو تخفيفها، من بينها السماح بعودة جزئية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشأة نطنز فقط دون باقي المواقع النووية. إلا أن العواصم الغربية رفضت ذلك واعتبرته غير كافٍ.
المرشد الإيراني علي خامنئي رفض الشروط الغربية، وعلى رأسها استئناف المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة وعودة الرقابة الدولية الكاملة على البرنامج النووي.
الئيس الإيراني مسعود بزشكيان:نحن لا نخاف من الحرب، ولا نطلبها أيضًا، لكننا سنهاجم من يهاجمنا. قال ترامب إن إدارته جاءت لتحقيق السلام، لكن الحقيقة أن الطريقة التي انسحبوا بها ستشعل المنطقة بأكملها.
تداعيات متوقعة
من المنتظر أن تؤدي هذه العقوبات إلى تعمّق عزلة إيران اقتصاديًا وسياسيًا، مع احتمالات تقلص اقتصادها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. ورغم ذلك، من المتوقع أن تواصل طهران الاعتماد بشكل أكبر على شراكات محدودة مثل روسيا والصين، خاصة وأن بكين تُعد أكبر مستورد للطاقة الإيرانية، وإن بكميات أقل مما كانت عليه.


