قال المختار حسني المغني "أبو سلمان"، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية في قطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية في القطاع بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، مشيرًا إلى أن العائلات تواجه يوميًا شبح المجاعة في ظل نقص حاد في الخبز والحليب وسائر الاحتياجات الأساسية.
رئيس الهيئة العليا للعشائر في غزة: أطفالنا يموتون جوعًا ونطالب بحماية دولية لقوافل المساعدات
استوديو المساء مع شيرين يونس
05:13
وفي مقابلة مع راديو الناس، أكد المغني أن سكان القطاع يعيشون واقعًا مأساويًا. وقال "الوضع عندنا من أسوأ ما يكون من جميع النواحي، سواء كانت غذائية أو صحية أو سكنية أو أمنية. نحن لا نُحسد على ما نعيشه."
وأضاف بضيق وألم: "أعطيك مثالًا بسيطًا: قلة الخبز. نحن مجتمع يعتمد على الخبز أكثر من الأرز. الكبار يمكنهم أن يصبروا يومًا أو يومين، لكن الطفل الذي يولد اليوم ولا تملك أمه الحليب لإرضاعه، ماذا سيكون مصيره؟ أمه لا تجد شيئًا لتأكله، فكيف تطعمه؟ حين ترى مولودًا يموت أمامك ولا تستطيع أن تفعل له شيئًا، فهذا هو أقسى شعور."
"نحاول حماية شاحنات المساعدات"
وأشار المغني إلى أن الهيئة والعشائر الفلسطينية اضطلعت بدور مهم في حماية شاحنات المساعدات التي دخلت من المعابر مؤخرًا، مؤكدًا: "قمنا بما يمليه علينا ضميرنا، وحمينا بعض الشاحنات وأدخلناها إلى المخازن، حيث تولّت المؤسسات الدولية توزيعها. لكن هذا لم يرق للاحتلال، لأنه لا يريد أن يصل إلينا شيء."
وتابع بالقول أن الجيش الإسرائيلي "يريد أن يُبقي الجوع والمجاعة، حتى يدفع الناس للرحيل. لكننا لن نرحل. نموت هنا ولا نرحل. هو يقتلنا كل يوم. أمس قتل عشرة، وقبلها ستة."
وأكد أن العشائر تواجه صعوبات متزايدة في تأمين قوافل الإغاثة نتيجة استهداف الاحتلال المنهجي لها، موضحًا: "نحن لا نعرف كيف نؤمن الشاحنات. الاحتلال لا يريد لهذه المساعدات أن تصل. بل بدأ يقصف شباب العشائر الذين لا يتبعون لا لحماس ولا لأي جهة، سوى أنهم يحمون الشاحنات."
"نطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها"
كما دعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، قائلًا: "نطالب الأمم المتحدة بأن تتولى تأمين الشاحنات وإدخالها وتوزيعها. المجاعة تضربنا، ونحن في زمن يتحدّث فيه الجميع عن الإنسانية والعلم والتقدّم، فأين هذا كله مما يجري في غزة؟"
وحول مسؤولية نهب المساعدات، اتّهم المغني من وصفهم بـ"الجواسيس والعملاء" الذين يعملون تحت مظلة إسرائيل وفقا لوصفه، مضيفًا: "هم يعتدون على الشاحنات قبل وصولها إلى المناطق الآمنة وينهبونها."
واختتم بالقول: "نحتاج يوميًا إلى نحو ألف شاحنة إغاثة، لكن ما يدخل لا يتجاوز 70 أو 50 أو حتى 40 شاحنة، وغالبيتها تُنهب قبل أن تصل إلى مستحقيها. نحن بحاجة إلى حماية حقيقية كي تبقى هذه الشاحنات وسيلة إنقاذ، لا وسيلة لتكريس الأزمة."