مصدر إسرائيلي: حماس رفضت المقترح القطري وتعرقل المفاوضات

شبكة بي بي سي تفيد نقلا عن مسؤولين فلسطينيين بأن محادثات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة "توشك على الانهيار" 

1 عرض المعرض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
(تصوير: GPO)
صرّح مصدر سياسي إسرائيلي، أن حركة حماس "رفضت الاقتراح القطري وتُصرّ على مواقفها المتشددة، مما يُعرقل التقدم في مفاوضات التهدئة" وفقا لما صرح به.
وقال المصدر: "حماس رفضت الاقتراح القطري، وتُواصل وضع العقبات، دون إبداء أي مرونة، وترافق المفاوضات بحرب وعي هدفها تخريب المحادثات، نشر الأكاذيب بين سكان غزة، وممارسة الضغط على الرأي العام في إسرائيل."
وأضاف أن إسرائيل من جانبها أبدت استعدادًا لتقديم تنازلات وتسهيلات في إطار المفاوضات، بينما تواصل حماس تعنّتها وتشبّثها بمواقف لا تتيح للوسطاء إحراز أي تقدم نحو اتفاق. وأكد المصدر أنه "لو كانت حماس قد قبلت بالاقتراح القطري، لكان بالإمكان التوصل إلى اتفاق والدخول في مفاوضات لمدة 60 يومًا حول إنهاء الحرب، بما يتماشى مع أهداف إسرائيل العسكرية."
ورغم ذلك، أوضح أن المحادثات في الدوحة لا تزال مستمرة، وأُجريت كذلك خلال يوم السبت، مشيرًا إلى أن فريق التفاوض الإسرائيلي يعمل بتنسيق دائم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير رون ديرمر، ويتواصل مع الوسيطين المصري والقطري.
واختتم بالقول إن الوفد الإسرائيلي أُرسل إلى الدوحة بناءً على الاقتراح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل، ومُنح الصلاحيات اللازمة للمشاركة في المفاوضات.

BBC: المفاوضات على وشك الانهيار

في وقت سابق اليوم، أفادت شبكة BBC، اليوم السبت، أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير المختطفين، توشك على الانهيار. وذلك بحسب "مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل المحادثات".
وقال مسؤول فلسطيني رفيع للشبكة إن إسرائيل استغلت زيارة نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع لكسب الوقت، وعرقلت المفاوضات بشكل متعمد من خلال إرسال وفد إلى الدوحة "دون صلاحيات حقيقية لاتخاذ قرارات في القضايا الخلافية الجوهرية"، وعلى رأسها الانسحاب العسكري وتوزيع المساعدات الإنسانية.

8 جولات في الدوحة دون تقدّم يذكر

ووفق التقرير، شارك ممثلو إسرائيل وحماس في ثماني جولات من المحادثات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، أجريت في مبانٍ منفصلة. وأدار الحوار كل من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولون كبار في الاستخبارات المصرية، بمشاركة المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك.
وقد تبادل الوسطاء عشرات الرسائل الشفهية والمكتوبة بين الوفدين، إلا أن مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات قالت لـBBC إن المحادثات على شفا الانهيار بسبب خلافات عميقة بين الطرفين حول عدة قضايا حساسة.
وأشارت المصادر إلى أن الجولات الأخيرة ركزت على آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومدى الانسحاب العسكري الإسرائيلي.

خلافات على منطقة عازلة في غزة

وبحسب التقرير، أصرت حركة حماس على أن تدخل المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بينما تدفع إسرائيل نحو إدخالها عبر صندوق غزة الإنساني (GHF) الذي أنشأته. ووفق وسطاء مشاركين في العملية، جرى تحقيق تقدم محدود فقط في هذا الملف، ولم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي.
أما النقطة الخلافية الثانية والأكثر حساسية، فهي مدى الانسحاب الإسرائيلي من غزة. وفي الجولة الخامسة، قدم الوفد الإسرائيلي للوسطاء رسالة مكتوبة تفيد بأن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بمنطقة عازلة محدودة داخل القطاع، بعمق يتراوح بين 1 إلى 1.5 كيلومتر.
وبحسب أحد المسؤولين الفلسطينيين الذين شاركوا فيما لا يقل عن جولتين من المحادثات، فقد رأت حماس في هذا الطرح بداية ممكنة لتسوية. ولكن عندما طلبت الحركة خريطة توضح مناطق الانسحاب المقترحة، تبين أنها تشمل مناطق عازلة بعمق يصل إلى 3 كيلومترات في بعض المناطق، وتشير إلى استمرار الوجود الإسرائيلي في مساحات واسعة.

واعتبر الفلسطينيون، بحسب ما أوردته BBC، أن هذه الخريطة تلاعب ونية غير صافية من الجانب الإسرائيلي، مما قوّض الثقة بين الطرفين. ووجهوا اتهامات للوفد الإسرائيلي بـ"المماطلة المتعمدة" من أجل تهيئة أجواء إعلامية إيجابية لزيارة نتنياهو إلى واشنطن.
ونقل التقرير عن أحد كبار أعضاء الوفد الفلسطيني قوله: "لم يكونوا جديين أبداً في هذه المفاوضات. استغلوا هذه الجولات فقط لكسب الوقت وخلق انطباع زائف بوجود تقدم."
First published: 16:44, 12.07.25