مسؤولون في إسرائيل "مستغربون" من تفاؤل ترامب بالتوصل لاتفاق مع حماس

مسؤولون في إسرائيل يعربون عن استغرابهم من تصريحات أمريكية بقرب التوصل لاتفاق مع حماس وديرمر يصل واشنطن الجمعة

4 عرض المعرض
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
(Flash 90)
قال مسؤول إسرائيلي رفيع، اليوم السبت، إن المفاوضات الجارية بشأن اتفاق تهدئة في غزة والتوصل لصفقة تبادل لم تشهد أي اختراق كبير، وذلك على خلاف ما صرّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس.
وأوضح المسؤول أن "المواقف الجوهرية بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال متباعدة، خصوصاً فيما يتعلق بمطلب حماس بالحصول على ضمانات لإنهاء الحرب"، مضيفاً أن "الجانبين أبديا مرونة في بعض الصيغ، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير حقيقي في مواقفهما تجاه القضايا الأساسية".
وفي موقف مشابه، نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤول آخر قوله: "لا نرى أي بوادر لتليين موقف حماس، كما لم يتغير موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إنهاء الحرب"، مضيفًا أن تصريحات ترامب قد تعكس "أمنية سياسية" في أعقاب التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، ورغبة في تحقيق إنجاز دبلوماسي جديد.

ديرمر يصل واشنطن الجمعة

4 عرض المعرض
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر
(Flash 90)
ويأتي هذا التصريح بعد أن عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، اجتماعاً لبحث ملف المختطفين والمفقودين، ومن المتوقع أن يعقد اجتماعاً آخر حول الموضوع يوم الأحد.
كما يُنتظر أن يصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن يوم الاثنين، حيث سيلتقي بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقود جهود الوساطة من جانب البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وكان ممثل ويتكوف في المحادثات مع حماس، رجل الأعمال الفلسطيني-الأميركي بشارة بحبح، قد تواجد خلال الأيام الماضية في القاهرة، بالتزامن مع وجود وفد حمساوي على مستوى متوسط يجري مشاورات مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصري.
ورغم التفاؤل الذي عبّر عنه ويتكوف في لقاءات مغلقة مؤخراً، بقرب التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن هذا التقدير "مفرط في التفاؤل ولا يعكس الواقع الحالي".

عائلات المختطفين: أبناؤنا لا يستطيعون الصمود أكثر

4 عرض المعرض
مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل
مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل
مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل
(فلاش 90)
في غضون ذلك، نظّمت عائلات الأسرى الإسرائيليين مساء اليوم أول مؤتمر صحفي منذ ثلاثة أسابيع أمام بوابة مقر وزارة الأمن في تل أبيب. وقالت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير متان: "أبناؤنا لا يستطيعون الصمود أكثر، وإذا لم يعودوا الآن فسيموتون في الأسر". ووجهت رسالة لرئيس الحكومة: "هناك اتفاق جاهز، والعائق الوحيد هو رفضك إنهاء الحرب. كما اتخذت قراراً بشأن إيران، عليك الآن أن تتخذ القرار بإعادة ابني".

"المطلوب: صفقة شاملة"

من جانبه، دعا يهودا كوهين، والد الأسير نمرود، إلى إبرام صفقة شاملة دون مراحل أو انتقائية، مؤكدًا أن "على إسرائيل أن تبعث برسالة واضحة لجنودها بأنها ستفعل كل ما يلزم لإعادتهم إن وقعوا في الأسر".

حماس: المحادثات الآن هي الأكثر جدية

في المقابل، أفادت مصادر في حركة حماس لصحيفة الشرق الأوسط أن المحادثات الجارية في القاهرة والدوحة تُعد "الأكثر جدية حتى الآن" بفضل "الانخراط الأميركي المتزايد". ومع ذلك، أكدت المصادر أنه "لا يمكن الحديث عن اختراق جوهري خلال الأسبوع المقبل"، وقد تستغرق بلورة اتفاق – حتى وإن كان جزئيًا – من أسبوعين إلى ثلاثة.

اتفاق وقف إطلاق نار أم هدنة مؤقتة؟

4 عرض المعرض
"توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح فخاً مميتاً"
"توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح فخاً مميتاً"
"توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح فخاً مميتاً"
(Flash90)
وذكرت المصادر أن السيناريو الأكثر ترجيحًا في المرحلة الحالية هو التوصل إلى تهدئة مؤقتة لمدة 60 يومًا، وفق اقتراح ويتكوف، تشمل ترتيبات إنسانية وضمانات للهدوء، دون التوصل إلى اتفاق نهائي. ومع ذلك، شددت حماس على تمسكها بمطالبها: وقف كامل للعدوان، ورفع الحصار، وانسحاب الجيش، وإعادة إعمار القطاع.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب، قال أحد مسؤولي حماس: "إذا كانت واشنطن جادة في الضغط على إسرائيل، قد يحدث تقدم. أما إذا استمرت في تبنّي الرواية الإسرائيلية بالكامل، فلن يُنجز أي اتفاق". كما حذّرت الحركة من محاولات فرض صفقة شاملة ضمن تحركات إقليمية، مؤكدة أن أي اتفاق يجب أن يحظى بموافقة واضحة من القيادة السياسية للحركة.
في السياق ذاته، نفت مصادر إسرائيلية وجود "صفقة شاملة" تتضمن وقف الحرب، وإنجداز اتفاق تبادل ، وتوسيع اتفاقات التطبيع، موضحة أن "هذه الأفكار طُرحت – إن طُرحت – بشكل غير رسمي ولم تُعرض كخطة متكاملة على إسرائيل حتى الآن".
وتترقب الأوساط السياسية في إسرائيل زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن يوم الاثنين، وسط آمال بالكشف عن توجهات الإدارة الأميركية في ما يتعلق بمستقبل العمليات في غزة.
في المقابل، تأجلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية، التي كانت مقررة هذا الأسبوع، في ظل عدم نضوج الظروف السياسية والدبلوماسية في واشنطن. وتشير التقديرات إلى أن الزيارة قد تُرجأ حتى أواخر يوليو، دون تحديد موعد نهائي حتى الآن.

ترامب: قد نشهد وقفا لإطلاق النار قريبا

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح في مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة في البيت الأبيض: "نعتقد أننا سنشهد وقفاً لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، لقد تحدثت مع أشخاص مشاركين في المفاوضات وأعتقد أن الأمر بات قريباً".
وأضاف ترامب: "نقدّم الكثير من الأموال والطعام لسكان غزة، ليس من المفترض أن نكون طرفاً، لكن في الواقع نحن منخرطون، لأن الناس يموتون هناك. هناك أشخاص بلا طعام أو مأوى، ونحن من يرسل المساعدات. للأسف، يُسرق جزء منها ويُباع، والطوابير على وجبة واحدة طويلة جداً. لا أحد يساعد سوى نحن، ونقوم بذلك لأسباب إنسانية. يجب على دول أخرى أن تبادر أيضاً".
وتستمر الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق ينهي العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط تباينات في المواقف وتقديرات متباينة بين الأطراف المعنية.