نشرت مجلة TIME الأميركية مقابلة مطوّلة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تناولت خلفيات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في منتجع شرم الشيخ في أكتوبر 2025 بوساطة أميركية مباشرة، بعد أشهر من التصعيد العسكري بين إسرائيل وحماس.
المقابلة جاءت لتُبرز ما وصفه ترامب بـ"إنجاز تاريخي جديد في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أنه استطاع إعادة التوازن إلى المنطقة بعد أن "أفسده" رؤساء سابقون مثل جورج بوش وجو بايدن، على حدّ قوله.
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: كواليس الصفقة
تحدث ترامب عن التحديات التاريخية في الشرق الأوسط، القائم على “العداوة وانعدام الثقة”، مشيرًا إلى أن اتفاق غزة جزء من رؤية أوسع للسلام الإقليمي توحّد دولًا عربية لم يسبق أن تعاونت من قبل.
وقال: "هناك سلام في الشرق الأوسط يتجاوز غزة نفسها"، مضيفًا أن غزو بوش للعراق عام 2003 دمّر التوازن الإقليمي، وأن النجاح الحالي ارتكز على “ضربات حاسمة ضد إيران”، أبرزها اغتيال قاسم سليماني، ما أضعف نفوذ طهران ومهّد الطريق أمام انضمام دول عربية إلى الاتفاق.
وأضاف ترامب أنه أوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة القتال لأن “العالم كان ضده”، مشيرًا إلى أنه “صحّح خطأً تكتيكيًا” لنتنياهو في العلاقة مع قطر التي أدت دورًا محوريًا في المفاوضات.
تهديد مباشر لحماس: “الانتهاك يعني الإبادة الكاملة”
أكّد ترامب أنه وجّه تحذيرًا صارمًا لحركة حماس من مغبة خرق الاتفاق، قائلاً: “إذا فعلوا ذلك، فسيكونون في ورطة كبيرة”.
وأضاف أن تفكيك سلاح الحركة سيكون ضروريًا، وقد يتطلب تدخلاً عسكريًا إذا لم تلتزم، موضحًا أن العالم “سئم من الحروب المستمرة”.
وكشف ترامب أنه أقنع نتنياهو بوقف العمليات بعد إتمام صفقة إطلاق سراح 95% من الرهائن دفعة واحدة، قائلاً: “قلت لهم: أعيدوا كل هؤلاء الرهائن اللعينين فورًا”.
 زيارة مرتقبة إلى غزة ودور جديد في “مجلس السلام”
أعلن ترامب عن نيته زيارة قطاع غزة قريبًا بصفته رئيس مجلس السلام الجديد، الذي سيُنشأ لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال إنه لم يكن يسعى للمنصب، لكن “الدول اختارته بالإجماع”، معتبرًا أن المنطقة اليوم “أكثر توحّدًا من أي وقت مضى”، باستثناء حركة حماس التي وصفها بـ"جماعة هامشية". وأضاف: “إذا انتهكوا الاتفاق، فلن يعترض أحد على دخولنا ومحاسبتهم”.
الضفة الغربية: رفض قاطع لخطة الضمّ
شدّد ترامب على رفضه القاطع لأي ضمّ للضفة الغربية من قبل إسرائيل، قائلاً إنه قدّم وعدًا صريحًا للدول العربية بعدم السماح بذلك:"لن يحدث، لأنني أعطيت كلمتي، وسأحافظ عليها"، محذرًا من أن خطوة كهذه “ستُفقد إسرائيل دعم الولايات المتحدة”.
ملف مروان البرغوثي والقيادة الفلسطينية
تطرق ترامب إلى إمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح، مؤكدًا أن القرار "قريب جدًا" وأنه يدرسه شخصيًا. وقال: “هذه المسألة مطروحة أمامي الآن، وسأتخذ قراري قريبًا”، معتبرًا أن غياب القيادة الفلسطينية يمثل مشكلة حقيقية: “كل من يحاول القيادة يُقتل أو يُغتال”.
وأشار إلى أن إطلاق سراح البرغوثي قد يساهم في دفع عملية السلام إلى الأمام.
سلام أوسع واتصالات مع عباس ودول الخليج
روى ترامب تفاصيل لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ، قائلاً إن عباس هنّأه على “إنجازات لم يسبق لها مثيل”، مضيفًا:
"قال لي: عاصرت سبعة رؤساء أميركيين، لكنك فعلت ما لم يفعله أي منهم". وأوضح ترامب أن عباس أعرب عن استعداده لتولي إدارة غزة مجددًا.
أما بخصوص اتفاقات أبراهام، فأشار ترامب إلى أن السعودية “قريبة جدًا من الانضمام إليها” قبل نهاية العام، بفضل “إضعاف إيران واستقرار المنطقة”، منتقدًا بايدن بقوله: “لقد دمّر التقدم الذي أحرزناه، لكن الآن الطريق بات أسهل”.
إيران والتغييرات الإقليمية
ربط ترامب ما وصفه بـ"السلام الجديد" في المنطقة بضعف إيران، مؤكدًا أن إدارته نفذت عمليات منسقة مع إسرائيل ضد قادة في حزب الله والنظام السوري، بينها “إسقاط بشار الأسد” على حد تعبيره.
وانتقد الاتفاق النووي الذي وقّعه أوباما، قائلاً إنه “أغنى إيران ومكّنها من تطوير السلاح النووي”، مضيفًا:"في أقل من عام واحد من ولايتي الثانية، خلقنا شرق أوسط جديد قائم على الردع الحقيقي والاحترام."


