قال المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، خلال لقائه مع عائلات المختطفين المحتشدين في "ساحة الأسرى" بتل أبيب، إن "غالبية الجمهور الإسرائيلي تريد رؤية المختطفين يعودون إلى بيوتهم، كما أن غالبية سكان غزة يريدون استعادة المختطفين أيضًا، لأنهم يتوقون لإعادة إعمار القطاع".
وأضاف ويتكوف في كلمته: "لا يوجد نصر دون عودة الجميع إلى الوطن. أنتم جميعًا أصبحتم جزءًا من عائلتي"، فيما أكد ان بلاده تسعى لوقف الحرب المتواصلة على غزة.
وزار المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف اليوم ساحة المختطفين في تل أبيب، حيث التقى بعائلات المحتجزين، وسط أجواء من القلق والضغط الشعبي المتزايد من قبل عائلات المختطفين لإتمام صفقة تبادل مع حركة حماس.
في سياق متصل، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مسؤول مصري رفيع مطلع على سير المفاوضات بين إسرائيل وحماس، أن هناك تغيّرًا ملحوظًا في موقف الولايات المتحدة تجاه وقف إطلاق النار في غزة. وأشار إلى أن واشنطن خفّضت من ضغوطها على إسرائيل لإنهاء الحرب، مع تركيز متزايد على مطلب "استسلام حماس" بدلًا من الترويج لوقف إطلاق النار، حتى وإن كان مؤقتًا.
تعثّر في المفاوضات وتفاؤل يتراجع
مؤخرا، تسود في إسرائيل حالة من التشاؤم إزاء فرص الوصول إلى اتفاق، في ظل ما وُصف بأنه "انهيار تدريجي" في مسار المفاوضات. ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي قوله إن "الاتفاق الجزئي لم يعد مطروحًا"، وإن "تعنت حماس" يجعل من الصعب تحقيق أي تقدّم. وبحسب المصدر، فإن إسرائيل تستعد لتوسيع عمليتها العسكرية "لحسم المواجهة"، في وقت تحدثت تقارير عن أن قيادات حماس غادرت إلى تركيا، على خلفية تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في القطاع.
توتر بين القاهرة وحماس
وفي جانب آخر، كشفت "الأخبار" اللبنانية عن تفاقم التوتر بين حركة حماس والجانب المصري، على خلفية ما وصفته الحركة بـ"التضخيم الإعلامي" المصري حول إدخال المساعدات إلى غزة عبر المعابر المصرية. ففي حين تؤكد القاهرة أنها تبذل كل جهد ممكن لتسهيل مرور الشاحنات، تقول حماس إن العديد من الشحنات تتعرض للنهب، وإن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع، بل "تخدم الرواية الإسرائيلية وتبرئ مصر من مسؤولية الحصار".
وردًا على هذه التصريحات، عبّر مسؤولون مصريون عن استيائهم، واصفين سلوك قادة حماس بـ"غير الدبلوماسي"، مؤكدين أن التعامل مع الوضع يتطلب تغييرات جذرية في سلوك الحركة تجاه جميع الأطراف الإقليمية المعنية بالقضية الفلسطينية.
عائلات المختطفين يتظاهرون في تل أبيب
صباح اليوم، تجمهر ممثلو عائلات المختطفين الإسرائيليين في ميدان المخطوفين بتل أبيب للاحتجاج وللمطالبة بصفقة تبادل فورية، وذلك في أعقاب الفيديو الذي نشرته حركة حماس يوم أمس عن المختطف أفيتار دافيد، والذي أظهر سوء تغذية حاد، فيما طلبت عائلته من وسائل الإعلان بعدم نشر صور من الفيديو.
عيناف تسنجوكر، والدة الأسير متان تسنجوكر، كتبت في منشور على منصة "إكس": "الساعة 6:29 صباحًا، مضت 666 يومًا منذ تفكك حياتي. لا يمكننا الاستمرار هكذا. المقاطع التي نُشرت في اليومين الأخيرين تحطمنا. أولادنا يمرون بما يشبه المحرقة. متان يعيش محرقة. الساعة 10:00 سأقف مع عائلات أخرى خلف الأسلاك في ساحة الأسرى…"
فيما نشرت يعلاه دافيد، شقيقة الأسير أبياتار، رسالة عبر "إنستغرام" قالت فيها: "من شاهد الفيديو يعرف مدى خطورة الوضع الجسدي الذي ظهر فيه أبياتار. تلقيت ضربة بمليون شكل. أرجوكم لا تنشروا الصور من الفيديو حتى نقرر نحن كعائلة ما إذا كنا سننشره أم لا".
من جهتها، كتبت فيكي كوهين، والدة الأسير نمرود كوهين، عقب نشر الفيديو: "هذه محرقة 2025".
وبدورها علّقت ليري ألباغ، إحدى الأسيرات السابقات في غزة، على المقاطع الأخيرة التي ظهر فيها أبياتار دافيد وروم برسلابسكي وهما في حالة صحية متدهورة، قائلة: "لا أتوقف عن البكاء. أشاهد هذه المشاهد قبل عشاء الجمعة، وأنا أعلم أنني عدت إلى الحياة، بينما إخوتي لا يزالون هناك. هذا يُحطم قلبي. أرتدي قناع القوة، لكنني مدمَّرة من الداخل".
وتابعت ألباغ: "نحن لا نحتاج إلى صور مؤلمة كهذه لنفهم ضرورة إتمام صفقة تبادل. لماذا هذا ليس بديهيًا؟ لماذا يُترك أبناء شعبنا يتضورون جوعًا ويتعرضون للتعذيب؟ لماذا نصمت؟".
أما عيديت أهيل، والدة الأسير ألون أهيل، فقد وصفت الفيديو بـ"نداء استغاثة لإنقاذ المختطفين"، وقالت: "أدعو الحكومة الإسرائيلية والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لاستئناف المفاوضات فورًا. ألون مصاب إصابة خطيرة، فقد إحدى عينيه، ويواجه خطر الموت. أطلب إدخال علاج طبي عاجل لألون ولكل المختطفين، تمامًا كما يُسمح بإدخال المساعدات لغزة. هذا نداء طارئ لإنقاذ الحياة".
First published: 07:49, 02.08.25