كشف بحث علمي واسع النطاق عن نتائج مثيرة للجدل حول حمية الصوم المتقطع، والتي تقوم على تناول الطعام خلال أقل من ثماني ساعات يوميًا. وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة Diabetes & Metabolic Syndrome، فإن هذه الحمية ارتبطت بارتفاع خطر الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 135%، خصوصًا لدى المدخنين ومرضى السكري والمصابين بأمراض قلب سابقة.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة بقيادة البروفيسور فيكتور ونزا تشونغ من جامعة جياو في شنغهاي، وشملت بيانات نحو 19,800 أمريكي جُمعت بين عامي 2003 و2018، مع متابعة امتدت حتى نهاية 2019. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين قلّصوا ساعات تناول الطعام لأقل من ثماني ساعات يوميًا كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض قلبية مقارنة بمن وزّعوا وجباتهم على 12–14 ساعة يوميًا.
تحذيرات للمرضى وأصحاب عوامل الخطر
أشار الباحثون إلى أن النتائج كانت متشابهة في مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، لكنها كانت أكثر خطورة لدى المدخنين ومرضى السكري والقلب. ورغم أن دراسات سابقة أظهرت فوائد قصيرة المدى للصوم المتقطع مثل إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم، إلا أن هذه النتائج تؤكد أن التأثيرات طويلة الأمد قد تكون ضارة وخطيرة.
البروفيسور تشونغ أوضح أن الدراسة رصدية ولا تثبت علاقة سببية مباشرة، لكنها "تزعزع الاعتقاد بأن الصوم المتقطع آمن تمامًا"، مشيرًا إلى ضرورة الحذر خصوصًا لمرضى السكري والقلب.
توصيات الباحثين
التركيز على نوعية الغذاء أهم من التركيز على ساعات تناوله.
يُفضل اعتماد صيام معتدل (10–12 ساعة أكل يوميًا) بدلًا من تقليصه إلى 8 ساعات.
استشارة الطبيب ضرورية قبل اعتماد هذا النظام، خاصة لمن لديهم مشاكل صحية.
مراقبة الأعراض مثل التعب، ضعف التركيز أو العصبية كإشارات خطر تستدعي التوقف.
خلفية
يُذكر أن النتائج الأولية للدراسة عُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض القلب العام الماضي، حيث أشارت في حينه إلى ارتفاع خطر الوفاة بنسبة 91%. لكن التحليل النهائي الموسع رفع الرقم إلى 135%، مما يجعل هذه الدراسة من أكثر الأبحاث إثارة للقلق بشأن الحمية التي انتشرت عالميًا بين مشاهير وسياسيين ورجال أعمال كوسيلة لفقدان الوزن وزيادة الطاقة.
First published: 10:58, 02.09.25