قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تشعر بإحباط متزايد من ما تصفه بغياب خطوات كافية من جانب الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، محذرين من أن الحزب يعمل على إعادة بناء قدراته على “جميع الجبهات”، في وقت تنتظر فيه اسرائيل موقفًا أمريكيًا حاسمًا قبل الإقدام على أي تحرك واسع.
وبحسب مصادر إسرائيلية، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل منح الحكومة اللبنانية وقتًا إضافيًا لاستكمال إجراءات نزع السلاح في جنوب لبنان، وخصوصًا في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وأضافت المصادر أن واشنطن أبلغت بيروت بأن عدم التحرك الآن قد يحد من قدرتها لاحقًا على كبح أي خطوة عسكرية إسرائيلية محتملة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون، نقلًا عن تقديرات أمنية، أن الرسالة التي تُنقل عبر القنوات الدبلوماسية هي أن إسرائيل “لن تنتظر إلى ما لا نهاية”، مشيرين إلى أن جميع الخيارات، بما فيها عمل عسكري موسع، ما زالت مطروحة.
وترى إسرائيل أن الحكومة اللبنانية تُبدي رغبة في مواجهة ملف سلاح حزب الله، لكنها تفتقر إلى القدرة على تنفيذ ذلك عمليًا، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهات داخلية قد تصل إلى حد حرب أهلية جديدة إذا فُرض نزع السلاح بالقوة. كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن قدرات الجيش اللبناني محدودة، على خلفية الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها البلاد، رغم تخصيص الحكومة ميزانيات إضافية له.
وتقول مصادر أمنية إسرائيلية إن حزب الله، رغم الضربات التي تلقاها خلال الحرب مع إسرائيل التي انتهت بوقف لإطلاق النار قبل أكثر من عام، ما زال يحتفظ بنفوذ وقوة كبيرة، خاصة في جنوب لبنان، ويعمل حاليًا على إعادة ترميم بنيته العسكرية.
وفي هذا السياق، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنهم رصدوا ما وصفوه بـ“تدفق مالي إيراني” إلى حزب الله، مشيرين إلى أن هذه الأموال تصل عبر قنوات غير مباشرة، رغم وقف الرحلات الجوية المباشرة بين إيران ولبنان.
من جهتها، قالت مصادر لبنانية إن بيروت أبلغت الجانب الأمريكي بأنها نجحت في نزع السلاح من نحو 80% من منطقة جنوب لبنان، إلا أن إسرائيل تشكك في هذه التقديرات، وترى أن لبنان لن يلتزم بالمهلة التي حددتها واشنطن لإنهاء عملية نزع السلاح بحلول نهاية العام.
وفي موازاة ذلك، وافقت إسرائيل على الدخول في مفاوضات مدنية مع لبنان، ومن المقرر عقد لقاء إضافي الأسبوع المقبل، غير أن التوتر يبقى قائمًا. ومن المنتظر أن يُبحث هذا الملف خلال اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا في وقت لاحق من الشهر، حيث قد يتضح ما إذا كانت واشنطن ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر للتحرك في لبنان.
كما ستتصدر الساحة السورية جدول أعمال اللقاء، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى دفع مسار تفاهمات أمنية مع الإدارة السورية الجديدة، في ظل الخلاف حول مطلب إسرائيل بنزع السلاح من جنوب سوريا، وضمان إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق ذات الغالبية الدرزية.
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، إسرائيل الأسبوع المقبل للقاء نتنياهو، وسط توتر في العلاقات على خلفية تصريحات أدلى بها سابقًا وأثارت انتقادات في إسرائيل، إضافة إلى خلافات تتعلق بدور تركيا في المنطقة وبرنامج طائرات F-35.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن هذه الملفات مجتمعة ستشكل اختبارًا مهمًا لطبيعة التفاهمات بين تل أبيب وواشنطن خلال المرحلة المقبلة.


