أظهر استطلاع أجرته اللجنة المركزية للإحصاء في إسرائيل أن نحو ثلث النساء اللواتي تقدمن لطلبات توظيف في مجالات مختلفة تعرضن للتمييز بسبب جنسهن، فيما أشار الاستطلاع إلى أن التمييز لا يقتصر على الجنس فقط، بل يشمل أيضًا اللغة والقومية والعمر والحالة الاجتماعية. وأكدت النتائج أن الرجال قد يتعرضون للتمييز أيضًا، إلا أن النساء هن الأكثر تضررًا.
المحامية مريم كبها: التمييز غالبًا ما يرتبط بما يعتبره بعض أصحاب العمل "التزامات النساء"، مثل رعاية الأطفال، أو الثقافة والدين
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:40
حول هذه النتائج، تحدثت المحامية مريم كبها، المفوضة القطرية السابقة لتكافؤ الفرص في العمل، لراديو الناس، مشيرة إلى أن ظاهرة التمييز ضد النساء ليست جديدة، وقالت: "منذ أن بدأت عملي في المفوضية عام 2010 وحتى اليوم، غالبية الشكاوى كانت من نساء تعرضن للتمييز في أماكن العمل"، مضيفة أن التمييز غالبًا ما يرتبط بما يعتبره بعض أصحاب العمل "التزامات النساء"، مثل رعاية الأطفال، أو الثقافة والدين، كما هو الحال مع النساء العربيات والمقدنيات، اللواتي يواجهن عوائق إضافية عند التقديم على بعض الوظائف.
وأوضحت كبها أن التمييز قد يظهر في مراحل مختلفة من العمل، بدءًا من المقابلات، حيث يتم توجيه أسئلة ممنوعة قانونيًا، مثل العمر أو الوضع العائلي، وصولاً إلى بيئة العمل نفسها، حيث يشعر البعض بعدم المساواة في المعاملة أو الأجور. وقالت: "يمكن أن تشعر المرأة بأن معاملتها ليست عادلة، أو تُضطر لإخفاء هويتها ولغتها لتجنب التمييز، وهذا نوع آخر من التمييز الخفي".
عدم تقديم شكاوي بسبب الخوف
وأشارت كبها إلى أن العديد من النساء يتجنبن تقديم شكوى قانونية خوفًا من فقدان وظائفهن، رغم وجود حماية قانونية واضحة. وأضافت: "عندما تتعرض المرأة للتمييز، أول خطوة يجب أن تقوم بها هي معرفة وضعها القانوني، فهناك طرق عديدة للحصول على استشارة دون أن تخسر مكان عملها"، مؤكدة أن الفهم القانوني يسهم في منع استمرار الظاهرة.
كما شددت كبها على أهمية التوعية المجتمعية ودور الجهات الرسمية والجمعيات المدنية في تعزيز تكافؤ الفرص، وقالت: "التغيير المجتمعي يستغرق وقتًا، لكنه ممكن، ويجب أن يعمل الجميع معًا لضمان أن يحصل كل شخص على فرصه في سوق العمل"، مشيرة إلى أن الأماكن التي توفر بيئة متنوعة تشهد زيادة في الابتكار والإنتاجية.
واختتمت كبها حديثها بالنصيحة للنساء: "إذا تعرضتِ للتمييز، لا تصمتي، فسكوتك يسمح للظاهرة بالاستمرار، بينما التحدث والاستشارة قد يساعدانك أنتِ ومن بعدك من النساء في الحصول على حقوقهن ومنع الظلم".