تشهد الحدود بين تايلاند وكمبوديا تصعيدًا عسكريًا خطيرًا هو الأعنف منذ أكثر من عشر سنوات، مع تحذيرات تايلاندية من أن القتال قد يتحول إلى حرب مفتوحة، في وقت يدعو فيه المجتمع الدولي إلى التهدئة.
تصعيد عسكري ونزوح واسع
قال الجيش التايلاندي إن الاشتباكات تجددت اليوم الجمعة في 12 موقعًا على طول الحدود المتنازع عليها، مع استخدام كمبوديا أسلحة ثقيلة ومدفعية ميدان وصواريخ، بينما ردت تايلاند بطائرات مقاتلة من طراز "إف-16" وقصف مدفعي.
وأعلنت وزارة الصحة التايلاندية مقتل 15 شخصًا، بينهم عسكري، وإصابة أكثر من 40 آخرين، فيما قالت كمبوديا إن رجلًا سبعينيًا قُتل وأصيب خمسة آخرون في حصيلة أولية. وأكدت بانكوك إجلاء أكثر من 138 ألف مدني من المناطق الحدودية الشمالية الشرقية خشية اتساع القتال.
خلفية النزاع التاريخي
الخلاف الحدودي بين البلدين يمتد لعقود، ويتركز خصوصًا حول معبد "برياه فيهيار" المدرج في قائمة التراث العالمي، والذي حكمت محكمة العدل الدولية لصالح كمبوديا بشأنه في 1962 و2013. وتعود جذور النزاع إلى اتفاقات ترسيم الحدود في الحقبة الاستعمارية الفرنسية. بين عامي 2008 و2011، أسفرت اشتباكات مماثلة عن مقتل 28 شخصًا ونزوح الآلاف.
تحذيرات دولية ومساعٍ دبلوماسية
رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي قال إن الوضع "قد يتحول إلى حرب إذا استمر التصعيد". وطالب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ لبحث ما وصفه بـ"عدوان عسكري تايلاندي غير مبرر".
أما ماليزيا، التي تترأس رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، فدعت على لسان رئيس وزرائها أنور إبراهيم إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى "مؤشرات إيجابية" لدى الجانبين، لكن القتال استؤنف بعد ساعات.
من جانبها، أكدت تايلاند أنها تفضل التفاوض المباشر مع كمبوديا بدل أي وساطة دولية، مشددة على أن "الأبواب ما زالت مفتوحة للحوار".
تبادل الاتهامات
يتبادل البلدان الاتهامات بشأن بدء الاشتباكات، إذ تتهم بانكوك كمبوديا باستهداف منشآت مدنية كمستشفى ومحطة وقود، وهو ما نفته بنوم بنه. وجاء التصعيد الحالي بعد انفجار ألغام أرضية اتهمت تايلاند جارتها بزرعها، الأمر الذي أدى إلى سحب السفير التايلاندي من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي.