يتصاعد الغضب في العالم المسيحي تجاه الممارسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، حيث دعا البابا ليو الرابع عشر، خلال عظة الأحد، إلى "وقف همجية الحرب في غزة"، وذلك في أعقاب استهداف الكنيسة الكاثوليكية في القطاع، فيما زار السفير الأميركي، مايك هاكبي، بلدة الطيبة قضاء رام الله للمرة الثانية خلال أيام، وأدان اعتداءات المستوطنين على الكنائس فيها.
وخلال عظته التي ألقاها اليوم (الأحد)، دعا البابا ليو الرابع عشر إلى "وقف فوري لهمجية الحرب وإيجاد حل سلمي للنزاع"، في إشارة إلى قصف كنيسة "العائلة المقدسة" الكاثوليكية في غزة الخميس الماضي، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وتأتي تصريحات البابا الجديد، الذي امتنع حتى الآن عن التعليق على الأوضاع، في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والعالم المسيحي.
وفي كلمته التي ألقاها من مقر إقامته الصيفي قرب روما، عبّر البابا عن "حزن عميق" إزاء استهداف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، والتي لجأ إليها نحو 700 شخص. وقال: "هذا العمل ينضم للأسف إلى الهجمات العسكرية المتواصلة ضد السكان المدنيين وأماكن العبادة في غزة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "التمسك بالقانون الإنساني، واحترام الالتزام بحماية المدنيين، ورفض العقاب الجماعي، واستخدام القوة العشوائي، والتهجير القسري للسكان".
وأثار قصف الكنيسة موجة استياء في العالم المسيحي، ودفع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجراء اتصالات عاجلة مع البابا والرئيس دونالد ترامب، حيث تكتسب كنيسة "العائلة المقدسة" في حي الرمال بغزة أهمية خاصة في أعين العالم المسيحي، بسبب الاتصال اليومي الذي كان يجريه البابا السابق فرنسيس مع قادة الطائفة الصغيرة هناك.
وقال مكتب رئيس الحكومة إن "إسرائيل تأسف بشدة لسقوط ذخيرة طائشة على كنيسة العائلة المقدسة في غزة. كل فقدان لحياة بريئة هو مأساة. نشارك عائلات الضحايا والمصلين حزنهم. إسرائيل تحقق في الحادث وتبقى ملتزمة بحماية المدنيين والمواقع المقدسة".
وفي 16 كانون الأول/ ديسمبر 2023، قُتلت أم وابنتها في ساحة الكنيسة، وأعقب ذلك خطاب ألقاه البابا فرنسيس في اليوم التالي قال فيه: "المدنيون يُستهدفون بالقصف وإطلاق النار، حتى داخل حرم كنيسة العائلة المقدسة"، واصفًا ذلك بأنه "إرهاب".
هاكبي: تدنيس موقع مقدس – أمر غير مقبول
في سياق متصل، زار أمس (السبت) السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكبي بلدة الطيبة قرب رام الله، بعد تقارير عن حوادث حرق بالقرب من مواقع دينية مسيحية قديمة. هاكبي، القس الإنجيلي المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، صرّح بأن "تدنيس موقع مقدس – سواء كان كنيسة أو مسجدًا أو كنيسًا – هو أمر غير مقبول"، مضيفًا أن هذه الأفعال "جرائم" و"أعمال إرهابية"، وطالب بفرض "عواقب وخيمة" على مرتكبيها.
4 عرض المعرض


الاعتداء على كنيسة في بلدة الطيبة قضاء رام الله
(تصوير مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة)
زيارة هاكبي للطيبة هي الثانية خلال أيام، وقد سبق أن دان علنًا أفعالًا نسبت لمستوطنين، بعد مقتل الشاب الأميركي-الفلسطيني سيف مسلّط (20 عامًا) في الضفة الغربية.
وفي الأسبوع الماضي، حذر هاكبي في رسالة بعث بها يوم الخميس إلى وزير الداخلية موشيه أربيل من احتمال قيام الولايات المتحدة بتشديد شروط منح التأشيرات للإسرائيليين، متهمًا وزارة الداخلية بإعاقة إصدار تأشيرات لمنظمات مسيحية. وأضاف: "هذه ليست العلاقة التي تريدها إسرائيل مع أفضل أصدقائها". وهدد بتحذير المسيحيين في أميركا من أن "تبرعاتهم السخية للمنظمات في إسرائيل تواجه عداءً"، ووجّه نسخة من الرسالة إلى رئيس الوزراء، والرئيس، ووزير الخارجية، ورئيس الكنيست.
ورد وزير الداخلية موشي أربيل برسالة شديدة اللهجة، اتهم فيها هاكبي بـ"تجاوز الأعراف".