فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الحرم الإبراهيمي: مخاوف من “تغيير الهوية التاريخية” للموقع

جاءت الإجراءات بعد مسار هندسي وقانوني استمر عدة أشهر، أنهى عمليًا اعتماد بعض الأنظمة التشغيلية على إدارة الأوقاف الإسلامية

2 عرض المعرض
الحرم الإبراهيمي في الخليل
الحرم الإبراهيمي في الخليل
الحرم الإبراهيمي في الخليل
(Flash90)
أثار إعلان السلطات الإسرائيلية عن استكمال سلسلة تغييرات تشغيلية داخل الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وتحويل السيطرة الكاملة على أنظمة الكهرباء والمياه ووسائل السلامة إليها، موجة قلق فلسطينية واسعة، وسط تحذيرات من تأثير هذه الخطوة على الهوية الإسلامية والتاريخية لأحد أبرز المواقع الدينية في فلسطين.
وجاءت الإجراءات بعد مسار هندسي وقانوني استمر عدة أشهر، أنهى عمليًا اعتماد بعض الأنظمة التشغيلية على إدارة الأوقاف الإسلامية، التي كانت تحتفظ بلوحة الكهرباء المركزية وصمامات المياه الرئيسية، ما مكّنها من الإشراف على جزء مهم من المرافق الحيوية داخل الموقع.

2 عرض المعرض
إسرائيل تعلن سيطرتها الإدارية الكاملة عن الحرم الإبراهيمي
إسرائيل تعلن سيطرتها الإدارية الكاملة عن الحرم الإبراهيمي
إسرائيل تعلن سيطرتها الإدارية الكاملة عن الحرم الإبراهيمي
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
مشاريع تطوير واسعة… واعتراض فلسطيني متزايد
وشملت التحديثات التي نُفذت خلال الأشهر الأخيرة:
تركيب خزانة كهرباء مستقلة في الجهة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
إنشاء منظومة مياه منفصلة عن الأوقاف الإسلامية.
تطوير أنظمة الإطفاء والسلامة وفق المعايير الإسرائيلية.
نقل نقاط تشغيل مركزية من مناطق كانت تحت إدارة الأوقاف.
ربط منظومات الأمن والمراقبة بشبكات لا يمكن فصلها من طرف واحد.
وترى جهات فلسطينية أن هذه الخطوات تُعمّق من التغيير القائم في الحرم الإبراهيمي منذ سنوات، وتحدّ من الدور التاريخي للأوقاف الإسلامية في إدارة المكان الذي يُعد من أهم المعالم الدينية الإسلامية في فلسطين.
قلق فلسطيني من “تغيير الطابع التاريخي” للموقع
مصادر فلسطينية في الخليل عبّرت عن خشيتها من أن تُحدث الإجراءات المتسارعة مساسًا بملامح الموقع وتركيبته التاريخية، مشيرة إلى أن “إبعاد الأوقاف عن مفاصل الإدارة سابقة خطيرة قد تنعكس على هوية المكان وتراثه الإسلامي”.
وتقول فعاليات محلية إن الخطوة الأخيرة تأتي في سياق “تكريس واقع جديد” داخل الحرم، محذّرة من انعكاساتها على الزوار المسلمين، وعلى نظام الزيارات، وعلى الوضع القائم الذي نظم العلاقة في الموقع لعقود طويلة.
المسؤولون الإسرائيليون: خطوة “سيادية وتنظيمية”
في المقابل، يرى مسؤولون إسرائيليون أن ما جرى يمثل “خطوة سيادية وتنظيمية ضرورية” لضمان عمل الأنظمة الحيوية بشكل آمن ومستمر.
وقال عضو الكنيست تسفي سكوت، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون مستوطنات الضفة الغربية، إن “هذا العمل يعيد السيطرة الكاملة للدولة على مرافق تشغيلية أساسية”، معتبرًا أن الخطوة “تعزّز الاستقرار الأمني والنظام التشغيلي للموقع”.
كما وصف رئيس مجلس كريات أربع، يسرائيل برمسون، التغيير بأنه “مرحلة تاريخية”، فيما اعتبر رئيس المجلس الإقليمي حفرون، أيال غلمان، أن “إنهاء تبعية الأوقاف خطوة تصحيحية للواقع داخل الحرم”.