طريق "نسيج حياة": خطوة جديدة نحو ضمّ معاليه أدوميم وعزل الفلسطينيين

أقرّت الحكومة شق طريق يُخصّص للفلسطينيين، بما يتيح للإسرائيليين استخدام الطرق المؤدية إلى معاليه أدوميم حصرياً، في خطوة تُثير تحذيرات من تكريس الفصل العنصري وتمهيد لضم المستوطنة

راديو الناس|
2 عرض المعرض
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس
(Flash 90)
صادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء السبت، على استكمال مشروع "نسيج حياة" في محيط القدس، عبر شقّ طريق جديد يُخصّص للفلسطينيين، ويهدف فعلياً إلى إخلاء المسار الرابط بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم من الوجود الفلسطيني، تمهيداً لربط المستوطنة بمدينة القدس وفرض وقائع ميدانية تؤدي إلى الضمّ.
فصل بالجغرافيا والأمن
المشروع الذي أقرّه "الكابينت" يأتي بعد سنوات من المحاولات الحكومية لاستكمال ما وُصف بـ"المقطع الثالث والأخير" من الطريق، والذي سيسمح للفلسطينيين، وفق ادّعاء الاسرائيليين، بالتنقّل بين شمال وجنوب الضفة دون المرور بمحاور الطرق الإسرائيلية، كمن يسلك طريقاً من بيت لحم إلى أريحا دون حواجز.
لكن جوهر المشروع، كما كشفته وسائل إعلام عبرية، لا يتعلق بتحسين البنية التحتية الفلسطينية، بل بإخلاء الطريق المحيط بالقدس من أي وجود فلسطيني. وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هو من دفع بالمخطط بزعم أنه "يعزّز الأمن"، مستشهداً بعملية إطلاق نار وقعت في شباط/ فبراير 2024، أسفرت عن مقتل إسرائيلي وجرح سبعة آخرين.
عزل خان الأحمر وتمهيد للضمّ
النتيجة المباشرة للمشروع ستكون عزل منطقة خان الأحمر بالكامل عن امتدادها الطبيعي مع بقية التجمعات الفلسطينية، إذ لن يُسمح للفلسطينيين باستخدام الطريق الجديد نحو القدس أو معاليه أدوميم، ما يعزّز فصل الجغرافيا الفلسطينية ويمنع أي تواصل ترابي مستقبلي بين شمال الضفة وجنوبها، خصوصاً في المناطق القريبة من القدس.
وإلى جانب البعد الأمني والديمغرافي، يحمل المشروع دلالة سياسية واضحة: فرض سيادة إسرائيلية بحكم الأمر الواقع على معاليه أدوميم، عبر ربطها المباشر بالقدس، في تجاوز إضافي لأي مسار تفاوضي.
من جيوب الفلسطينيين
تكلفة المشروع، بحسب ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، تصل إلى 335 مليون شيكل، على أن تُموَّل بالكامل من أموال يُجبيها الاحتلال من الفلسطينيين تحت مسمى "الصندوق الخارجي" التابع للإدارة المدنية، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية سرقة علنية للموارد الفلسطينية تحت غطاء بيروقراطي.
رئيس بلدية معاليه أدوميم، غاي يفرح، لم يُخفِ ابتهاجه بالمصادقة، ووصف القرار بأنه "تاريخي"، مشيراً إلى أنّه "ينهي انتظاراً دام 25 عاماً" ويعزّز "أمن سكان المدينة".
كما صادق "الكابينت" على بدء التخطيط لطريق آخر يربط بلدة العيزرية بمفرق "السامري الصالح"، بكلفة عشرة ملايين شيكل، لكن دون تحديد أي موعد للبدء بالتنفيذ.
ردود واتهامات بالأبارتهايد
في المقابل، اعتبرت حركة "السلام الآن" المشروع بمثابة "طريق أبارتهايد" يُكرّس الفصل العرقي ويفتح الباب أمام ضمّ فعلي لمساحات واسعة من الضفة الغربية. وأضافت الحركة: "الطريق لا يحسّن حياة الفلسطينيين، بل يهدف لاقتطاع 3% من الضفة لصالح إسرائيل. هذه أخبار سيئة للغاية وتُنهي أي أفق لحلّ الدولتين".