في ظل الأجواء الحذرة التي ترافق بدء مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والاقتصادي في المنطقة، في ظل اتفاق وقف الحرب في غزة، تلوح في الأفق بوادر انتعاش في قطاع السياحة والطيران من وإلى البلاد. وفي هذا السياق، قال الخبير في السياحة والسفر نادر جرايسي في حديث لراديو الناس إنّ هذه التطورات تمثّل "خطوة أمل نحو عودة الاستقرار والسلم، وبداية انفتاح للتعامل بين أصدقاء وإخوة، لا بين أعداء".
نادر جرايسي: بوادر الانفتاح تعيد الأمل إلى قطاع السياحة بعد الحرب
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
07:31
وأضاف جرايسي أنّ "السياحة بطبيعتها منفتحة على السلام، وليست للحرب، واليوم نلمس مؤشرات إيجابية أولى تبعث على التفاؤل بعودة الحركة السياحية تدريجياً بعد فترة طويلة من التوتر والخوف". وأوضح أنّ الأجواء الحالية تشجع المواطنين على السفر، خصوصاً في ظل المنافسة الشديدة بين شركات الطيران وانخفاض الأسعار بعد موسم الأعياد.
وأشار الخبير إلى أنّ "الطلب انخفض بعد الأعياد، ما أدى إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ، وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 20%، خاصة على الرحلات الطويلة مثل الولايات المتحدة". وأضاف أنّ "عودة المنافسة الحقيقية بين شركات الطيران، وغياب التخوّف من اندلاع حرب جديدة، أسهما في إنعاش السوق مجدداً".
وحول عودة الرحلات المباشرة بين إسرائيل وتركيا، وصف جرايسي الخبر بـ"المفرح"، قائلاً إنّ "العلاقات بين البلدين لم تنقطع فعلياً لا تجارياً ولا سياحياً، وما جرى كان أشبه بخلاف سياسي مؤقت"، موضحاً أنّ "تركيا تبقى وجهة مفضلة للمسافرين من حيث القرب الجغرافي والتكلفة المناسبة وحسن الاستقبال".
وفيما يخص السياحة الداخلية، أكّد جرايسي أنّها "تأثرت بشدة خلال فترة الحرب، لكننا نتوقع انتعاشاً تدريجياً مع تحسن الأوضاع الأمنية"، موضحاً أنّ "السائح الأجنبي كان يخشى زيارة المنطقة بسبب صورة الحرب التي تنقلها وسائل الإعلام، لكن مع استقرار الأوضاع سيعود الزوار إلى البلاد التي تُعدّ مقصداً دينياً وجمالياً مهماً".
وختم جرايسي حديثه بالتأكيد على أنّ "عودة الانفتاح السياسي والسياحي ستعيد الابتسامة إلى وجوه العاملين في هذا القطاع"، مشيراً إلى أنّ "كل رحلة قادمة من الخارج تعني رزقاً وفرصة جديدة لأصحاب الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة والنقل".


