أعلنت حركة "شاس" انسحابها من الحكومة الإسرائيلية، دون مغادرة الائتلاف البرلماني الداعم لها، وذلك في ظل الأزمة المستمرة حول مشروع قانون إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية. وتشغل "شاس" أربع وزارات مركزية في الحكومة الحالية: الداخلية، الصحة، العمل، والرفاه الاجتماعي.
وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات داخل الائتلاف، وتزايد الحديث عن إمكانية الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
عباس: 73% من جمهورنا يريد حزبًا عربيًا في الحكومة، لماذا نتنازل؟
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
11:52
مسرحية سياسية
وفي حديث خاص مع راديو الناس، قال النائب د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، إن قرار "شاس" قد لا يكون سوى "مسرحية سياسية" تهدف إلى الضغط وتحسين شروط التفاوض داخل الحكومة، لكنه في الوقت نفسه يعكس مأزق الحريديم الذين "يعلمون أن خياراتهم السياسية محدودة، ولا يرون بديلاً حقيقيًا عن هذه الحكومة".
وأضاف عباس: "الحكومة لم تلبِّ مطالب الحريديم في مسألة التجنيد، ما يدفعهم للتموضع سياسيًا دون القطيعة الكاملة مع الحكومة. هم يحاولون الإمساك بالعصا من الوسط – البقاء في الائتلاف من جهة، وتسجيل موقف أمام جمهورهم من جهة أخرى".
انسحابات أخرى
وحول المشهد السياسي العام، أوضح عباس أن التناقضات داخل الائتلاف الحاكم لا تقتصر على الحريديم، مشيرًا إلى إمكانية حدوث انسحابات مماثلة في حال أقدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خطوات جديدة تتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو بملف المختطفين.
مشاورات مع الأحزاب العربية
وفي ما يتعلق بإمكانية تشكيل قائمة عربية موحدة لخوض الانتخابات القادمة، أشار د. عباس إلى وجود لقاءات مستمرة مع الجبهة والتجمع والعربية للتغيير، لكنه أقرّ بأن "الخطوات الفعلية لم تصل بعد إلى مستوى اتفاق سياسي واضح"، مضيفًا أن القائمة الموحدة "تؤمن بقائمة عربية واحدة تقوم على مبدأ الشراكة السياسية، وليس مجرد تجميع عاطفي، نريد التأثير من داخل الحكومة ولكن مع الشروط التي تناسبنا كمواطنين عرب".
وأكد أن معظم الجمهور العربي، بحسب استطلاعات حديثة، يؤيد وجود حزب عربي في الائتلاف الحكومي، قائلاً: "نحو 73% من جمهورنا يدعمون هذه الرؤية، ولذلك لسنا مستعدين للتنازل عنها، لكننا منفتحون على تشكيل قائمة موحدة تسمح بالتعددية وتنوع النهج السياسي".
واختتم عباس بالقول إن النقاش الحقيقي الذي يجب أن يُدار في الساحة العربية لا يقتصر على عدد القوائم، بل على الرؤية السياسية والأهداف المشتركة، داعيًا إلى "حوار سياسي جدي بين الأحزاب، وشفافية أكبر أمام الجمهور العربي في كل ما يتعلق بمواقفها وتوجهاتها".
First published: 09:52, 17.07.25