ميناء روتردام في هولندا، وهو أكبر ميناء في أوروبا، بدأ يستعد لاحتمال اندلاع حرب مستقبلية مع روسيا. هذا الاستعداد لا يعني أن الحرب حتمية، لكنه جزء من تحضيرات أوروبية واسعة لمواجهة أي تهديد عسكري محتمل.
تخصيص مساحة للسفن العسكرية
مدير الميناء، بودوين سيمونس، أوضح أن الميناء بدأ يحجز مساحات خاصة لاستقبال سفن الناتو التي تحمل معدات عسكرية من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا. بعض محطات الشحن ليست مؤهلة للتعامل مع أسلحة وذخيرة، لذلك يتم التنسيق مع ميناء أنتويرب البلجيكي لمشاركة المهام وتوزيع الضغط بين الموانئ.
كما أشار إلى أن ميناء الحاويات في روتردام هو المكان الوحيد الآمن حاليًا لنقل الذخيرة من سفينة لأخرى، ومن المتوقع أن ترسو سفن عسكرية هناك عدة مرات في السنة.
تدريبات عسكرية ومخزون استراتيجي
بالإضافة لاستقبال السفن، ستُجرى في المنطقة تدريبات عسكرية بحرية مشتركة بين قوات الناتو عدة مرات كل عام. وقد حدث شيء مشابه سابقًا خلال حرب الخليج عام 2003، لكن حتى في فترة الحرب الباردة لم يكن للميناء رصيف مخصص لهذه المهام.
روتردام يتعامل سنويًا مع نحو 436 مليون طن من البضائع، ويفقد حاليًا 8% من تجارته بسبب العقوبات الأوروبية على روسيا، خاصة في قطاع النفط.
لماذا كل هذه التحضيرات الآن؟
الاتحاد الأوروبي يعكف حاليًا على وضع خطة تسلح ضخمة قد تصل إلى 800 مليار يورو، تهدف لجعل أوروبا أقل اعتمادًا على أميركا وأكثر قدرة على حماية نفسها، خصوصًا في ظل تهديدات روسيا.
الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، حذّر في حزيران الماضي من احتمال أن تهاجم روسيا دولة عضو في الحلف بحلول عام 2030، مما زاد من وتيرة الاستعدادات.
الدروس من أزمة أوكرانيا وكورونا
إدارة الميناء دعت أيضًا إلى تخزين مواد حيوية أخرى غير النفط، مثل النحاس والليثيوم والأدوية. هذه الدعوة جاءت بعد دروس من أزمة كورونا، التي كشفت عن اعتماد أوروبا الكبير على دول مثل الصين والهند في توريد المعدات الطبية والمواد الخام.
الاتحاد الأوروبي سيعلن قريبًا عن خطة لتخزين احتياطي من الأدوية والمعادن والطاقة وحتى الطعام والماء، لضمان استعداد القارة في أي أزمة مستقبلية.