ذهبا ليحضّرا للفرح، فعادا في النعش| والد سعيد شعبان يصرخ بعد الجريمة المروّعة في كفر قاسم

شفيق شعبان: "فجأة، يُقتل وكأنه لا قيمة له. كأننا لسنا بشرًا! كيف يمكن وصف ما حدث؟ لا أجد كلمات تشرح ما جرى"

1 عرض المعرض
سعيد وعدي شعبان من مدينة اللد ضحيتا جريمة القتل
سعيد وعدي شعبان من مدينة اللد ضحيتا جريمة القتل
سعيد وعدي شعبان من مدينة اللد ضحيتا جريمة القتل
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
شيّعت جماهير غفيرة من مدينة اللد والمنطقة، ظهر اليوم (الأحد)، جثماني الشابين سعيد وعدي شعبان، ضحيتي جريمة إطلاق النار التي وقعت مساء الجمعة في المنطقة الصناعية بمدينة كفر قاسم، في جريمة مروّعة أودت بحياتهما أثناء خروجهما من أحد المطاعم.
وفي حديث مؤثّر لمراسل راديو الناس، عبّر شفيق شعبان، والد الشاب سعيد، عن حزنه العميق وغضبه مما جرى، قائلاً:"ابني كان يستعد لفرح صديقه المرحوم عدي، وكان سعيدًا، يحضّر الورد ويساعد في التحضيرات. عدي خرج من السجن ليعيش حياته، ولكن فجأة، يُقتل وكأنه لا قيمة له. كأننا لسنا بشرًا! كيف يمكن وصف ما حدث؟ لا أجد كلمات تشرح ما جرى".
والد سعيد شعبان يصرخ بعد الجريمة المروّعة في كفر قاسم
وأضاف الوالد الثاكل:"سعيد كان شابًا خلوقًا، محبوبًا من الجميع، يعمل من الصباح حتى الليل. كل من عرفه أحبه. لم يتحدث عنه أحد بسوء، لا من الجيران ولا من الأقارب".
وفي حديثه عن خلفية الجريمة، تساءل بحرقة وبعفوية:"لو كان هناك خلاف بسيط، أو حتى لو ابني أخطأ بحق أحد، هل هذا مبرر للقتل؟ هل يُقتل شخص وهو خارج من مطعم أمام الناس؟ هذا لا يُعقل. ما حدث يهز القلب. ابني ليس له أعداء، خرج من السجن ليبدأ حياة جديدة، فلماذا يُقتل؟ من أعطى القاتل هذا الحق؟".
وتابع قائلًا:"أين الدولة؟ أين الشرطة؟ من يحاسب القاتل؟ الشرطة لا تُحرّك ساكنًا. هذا التسيّب نابع من داخل البيت. التربية تبدأ من الأسرة. إذا لم يقف الأب والأم في وجه السلاح والمجرمين، فلن يتغير شيء. الشرطة لا تعطي سلاحًا لأحد، لكن من يُربي أبناءه على الكراهية والعنف هو من يتحمّل المسؤولية الأولى".
واختتم الوالد حديثه بتساؤلات موجعة:"ابني كان يريد أن يعيش، أن يساعد، أن يبني حياته. لماذا يُقتل؟ لماذا يُحرَم من مستقبله؟ ما ذنبه؟ حسبي الله ونعم الوكيل".
وتأتي هذه الجريمة في ظل تفاقم موجة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وسط تزايد الأصوات المطالِبة بمحاسبة الجناة، وتعزيز دور الشرطة، وبالأخص دعم التربية المجتمعية داخل البيوت والمؤسسات التربوية، للحد من هذا الانهيار المتواصل في الأمن.