تدرس شركة "آبل" إجراء تغيير جذري في استراتيجيتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي عبر الاستعانة بتقنيات من شركتي OpenAI أو Anthropic لتشغيل نسخة جديدة من مساعدها الصوتي "سيري"، بدلاً من الاعتماد على نماذجها الداخلية.
بداية المراجعة الاستراتيجية
ووفقًا لما نقلته وكالة "بلومبرغ"، فإن "آبل" أجرت محادثات مع الشركتين بشأن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية الكبيرة الخاصة بهما، وطالبت بتدريب نسخ مخصصة يمكن تشغيلها على البنية السحابية الخاصة بها لأغراض الاختبار. هذا التوجه يُعدّ اعترافًا بأن الشركة تواجه صعوبة في مجاراة منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقد يتيح لها تقديم قدرات مماثلة لمساعدي الذكاء الاصطناعي في أجهزة أندرويد.
اختبارات داخلية ومفاضلة بين النماذج
أُطلِق المشروع من قبل رئيس فريق سيري مايك روكويل ورئيس قسم هندسة البرمجيات كريغ فيدريغي، بعد تراجع دور المسؤول السابق عن سيري، جون جياناندريا. وبيّنت نتائج الاختبارات الداخلية أن نموذج Claude من Anthropic يتفوق على نماذج آبل في تلبية احتياجات "سيري"، ما دفع إلى بدء مفاوضات مباشرة مع الشركة الناشئة.
مقاومة داخلية ومخاوف من هجرة العقول
المحادثات لا تزال في مراحلها المبكرة ولم يتم اتخاذ قرار نهائي. إلا أن الخطوة المحتملة أثارت استياءً داخل فريق الذكاء الاصطناعي في "آبل"، حيث أبدى عدد من المهندسين البارزين استياءهم من التوجه نحو طرف ثالث، وهدد بعضهم بالانتقال إلى شركات منافسة مثل "ميتا" و"OpenAI"، التي تقدم عروضاً مالية سخية قد تصل إلى 40 مليون دولار سنويًا.
المخاطر والتحديات التقنية
من التحديات المطروحة أن نماذج الذكاء الاصطناعي القوية بحاجة إلى بنية تحتية سحابية متطورة، وهو ما تحاول "آبل" تطويره باستخدام شرائحها الخاصة لتقليل الاعتماد على خوادم خارجية والحفاظ على خصوصية المستخدمين. ومع ذلك، فإن القدرات السحابية الحالية لا تسمح بدعم شامل للمطورين أو المستخدمين من أطراف خارجية.
مستقبل "سيري" والتخوف من فقدان السيطرة
رغم أن التعاون مع شركات خارجية قد يمنح "سيري" دفعة قوية، يخشى مهندسون داخل "آبل" أن يكون ذلك مقدمة لإلغاء مشاريع داخلية أوسع. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إلغاء مشروع Swift Assist، الذي كان يهدف إلى استخدام نماذج داخلية لمساعدة المبرمجين داخل تطبيق Xcode.