يتجه المستهلكون في بريطانيا والولايات المتحدة بشكل متزايد إلى تناول وجباتهم في منازلهم بدلًا من ارتياد المطاعم، في ظاهرة تُعرف باسم "اقتصاد الأكل في المنزل"، مدفوعة بارتفاع الأسعار وتغيّر العادات بعد الجائحة.
وجبات فاخرة في السوبرماركت بدل المطاعم
شهدت الأسواق البريطانية إطلاق سلاسل ومنتجين مجموعات من الوجبات الجاهزة التي تُسوَّق كبديل فاخر لتجربة المطاعم. فقد طرح "تشارلي بيغام" وجبة بيف ويلينغتون لشخصين بسعر يقارب 30 جنيهًا إسترلينيًا، فيما أطلقت "تيسكو" مجموعة "فينست شيفز" بوجبات تصل إلى 20 جنيهًا.
وتقول الشركات إن هدفها هو تلبية رغبة المستهلكين في الحصول على "جودة مطاعم" داخل المنزل، في وقت ترتفع فيه تكاليف الطعام والعمل بشكل غير مسبوق في بريطانيا.
توصيل الطعام يزدهر والمطاعم تتراجع
بيّنت بيانات Euromonitor أن سوق توصيل الطعام في بريطانيا نما بنسبة 8.2% بين عامي 2023 و2024، مقابل 2.5% فقط للمطاعم التقليدية. أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع سوق التوصيل 18% بينما تراجع تناول الطعام داخل المطاعم.
وفي مايو الماضي، استحوذت شركة DoorDash الأمريكية على Deliveroo البريطانية في صفقة بلغت 2.9 مليار جنيه إسترليني، ما يعكس توسعًا متزايدًا في هذا القطاع.
ضغوط اقتصادية ونتائج متباينة
ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الأسواق دفع الأسر لتقليص الإنفاق. في المقابل، ارتفعت مبيعات شركة "بيغام" بنسبة 9% لتصل إلى 144 مليون جنيه إسترليني عام 2024.
لكن سلاسل المطاعم المتوسطة، مثل Pizza Hut، تكبدت خسائر كبيرة وأعلنت إغلاق 68 فرعًا في بريطانيا. وتشير التقديرات إلى أن الإفلاسات في قطاع الضيافة تضاعفت مقارنة بباقي القطاعات الاقتصادية.
المطاعم تبحث عن تجربة "استثنائية" لجذب الزبائن
يؤكد الخبراء أن المستهلكين اليوم لن يخرجوا إلا إذا كانت التجربة فريدة. يقول كورت زديزار، مؤسس مجموعة مطاعم Chotto Matte: "لم يعد الجيد كافيًا، يجب أن تكون التجربة استثنائية".
بعض المطاعم تلجأ لتجارب غير تقليدية لجذب الزبائن، مثل مطعم Le Pont de la Tour الذي جلب 5 أطنان من الرمال لبناء شاطئ مؤقت في لندن.
ويضيف مارتن ويليامز، المدير التنفيذي لمجموعة Evolv: "الطعام لم يعد سوى ثلث التجربة — البقية هي الأجواء والخدمة والموسيقى... والأهم أنك لا تغسل الصحون".



