ماذا ينتظر فضل شاكر بعد تسليم نفسه: البراءة أم قفص الاتهام؟

أبواب التكهنات تُفتح على مصراعيها تجاه مستقبل الفنان فضل شاكر المتهم في قضايا أمنية منها حمل السلاح وتنظيم مجموعات مسلحة

1 عرض المعرض
فضل شاكر
فضل شاكر
فضل شاكر
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
خطوة الفنان اللبناني فضل شاكر بتسليم نفسه طوعًا إلى الجيش عند مدخل مخيّم عين الحلوة، لم تُنهِ فقط سنوات طويلة من الاختفاء، بل فتحت باب الأسئلة حول المسار القانوني والسياسي الذي ينتظره، وما إذا كان قادرًا على استعادة حياته الفنية في المستقبل القريب.
بحسب مصادر قضائية لبنانية، فإنّ القوانين العسكرية تنصّ على إسقاط جميع الأحكام الغيابية بمجرّد مثول المتّهم أمام المحكمة. وبذلك، فإنّ الأحكام التي صدرت سابقًا بحق شاكر، والتي وصلت إلى خمسة عشر عامًا في بعض القضايا، تُعتبر ملغيّة، وسيُعاد النظر فيها من جديد في محاكمة علنية يملك فيها حق الدفاع، وتوكيل محامين، وتقديم الشهود والأدلّة. المصادر نفسها أكّدت أنه "لا تسويات في الملفّات القضائية"، وأنّ أي حسم لا يتمّ إلا عبر قرار قضائي جديد يصدر عن المحكمة المختصّة.

انقسام في الآراء والتحليلات

التقارير الإعلامية انقسمت في قراءتها للسيناريوهات الممكنة: فهناك من يرى أنّ إعادة المحاكمة قد تمنح شاكر فرصة لتبرئة اسمه إذا لم تُثبت مشاركته المباشرة في أي عمل مسلح أو تمويل نشاطات غير قانونية، فيما يشير بعض المحللين إلى أن الاتهامات تقتصر على حمل السلاح وتشكيل مجموعات مسلّحة في فترة سابقة، من دون وجود أدلة مباشرة على مشاركته في القتال ضد الجيش أو المدنيين. في المقابل، تبقى إمكانية صدور أحكام بالسجن قائمة إذا اقتنعت المحكمة بضلوعه في بعض الملفات، خصوصًا أنّ القضاء العسكري سيعيد فتحها بالكامل.
إلى جانب البُعد القانوني للقضية، يظلّ البعد السياسي حاضرًا بقوّة. تحليلات نشرتها منصّة الجزيرة أشارت إلى أنّ خطوة شاكر قد تعكس مناخًا سياسيًا جديدًا في لبنان، يسعى إلى إقفال ملفّات ملاحَقين عالقة منذ سنوات، في ظلّ تغييرات سياسية وحديث عن استقلالية أكبر للقضاء العسكري بعد التشكيلات الأخيرة. بعض المحلّلين لم يستبعدوا أن يكون شاكر قد تلقّى إشارات شجّعته على هذه الخطوة، فيما رأى آخرون أنّ المسار كان نتيجة تواصل مباشر بينه وبين أجهزة الاستخبارات العسكرية، استمرّ لأكثر من عام ونصف وانتهى باتّفاق على خروجه الآمن من المخيّم.
أمّا على المستوى الفنّي، فيبقى الغموض سيّد الموقف، وإلى حين صدور حكم نهائي، سيبقى نشاط شاكر الفنّي مقيّدًا. تقارير صحافية أعادت التذكير بأنه سبق أن واجه مضايقات داخل المخيم منعته من إصدار أعمال جديدة، ما يثير تساؤلات حول قدرته على العودة إلى الساحة الفنية بعد سنوات من الغياب.
فهل ستفتح هذه الخطوة أمام شاكر باب العودة إلى الضوء، أم ستُبقيه غائبًا عن الأنظار لسنوات إضافية؟